الجغرافيا لا يعبر عنها الخونة
 

أحمد عارف الكمالي

أحمد الكمالي / لا ميديا -

التعامل مع الأحداث والقضايا والأخبار التي تأتي من المناطق المحتلة في المحافظات الجنوبية، على أنها مناطق بعيدة علينا ومعادية ولا تهمنا، خطورة كبيرة تخدم مخططات التقسيم ومشروع العدوان في ضرب النسيج الاجتماعي الوطني في البلد.
وأكبر خدمة قد نؤديها إلى العدوان هي التفكير نفسيا بواقعية وأصالة القوى والمشاريع التي أفرزها وجوده أو زاد من تغذيتها وترسيخها في سيناريو حربه منذ خمسة أعوام.
ما يحدث في المحافظات الجنوبية من تقاسم لمناطق النفوذ بين التحالف والسعودية، وتنفيذ قوى الارتهان والعمالة، يأتي كاستمرار للمخطط نفسه الذي كان يراد تطبيقه في نواحي اليمن، لو كان انتصر العدوان ووصل إلى صنعاء. وحاليا يجري فصل حضرموت الوادي عن الساحل بمخطط سعودي وإشراف أمريكي مباشر، يضمن للسعودية السيطرة على مناطق النفط والغاز في الوادي ويترك للإمارات وأدواتها الساحل والمكلا، والتي تمتلك الإمارات فيها شركات للتنقيب عن الذهب والمعادن، بالإضافة إلى تواجد قوات أمريكية من الأسطول الخامس الامريكي في قاعدة الريان  بالمكلا، بمعنى أن مخطط تقسيم اليمن لا يكتفي بفصل الجنوب عن الشمال وإنما بتقسيم الجنوب وتفتية إلى كانتونات ومناطق متنازعة، لضمان خلو الساحة للإمارات والسعودية، وهكذا سيكون في كل منطقة يتمكن العدوان من احتلالها والوصول إليها.
ولكن بالرغم من هذه المشاريع التي يجري العمل على تمريرها في جنوبنا اليمني، يجب أن يظل الرهان على الأحرار والقوى الوطنية في المحافظات الجنوبية. وما حدث في المهرة وعدة محافظات غيرها، من مقاومة واصطفاف شجاع في وجه تحالف العدوان، دليل على أن الساحة الجنوبية لم ولن تخلو من الوطنيين والرجال الذين يجب التنسيق معهم ودعمهم والتواصل بهم من كل الأطراف والقوى الوطنية المناهضة للعدوان، بالأخص أن هذه المشاريع ليست غريبة على أبناء الجنوب وقد أثبتوا قدرتهم على مواجهتها وإفشالها في السابق. وإلى أن تتشكل جبهة وطنية جنوبية قادرة على تغيير الواقع في المناطق الجنوبية، يجب علينا إدراك أن الجنوب ليس الزبيدي وبن بريك ومن على شاكلتهم، والجغرافيا لا يعبر عنها الخونة مهما كانت أعدادهم أو قواتهم ومراكزهم، أما الانجرار إلى التأقلم مع ما أفرزه العدوان فهو دوران في دائرة التقسيم  ذاتها التي رسمها العدوان لتمزيق البلد.
ومهما كانت التحديات والظروف وسماكة طبقة الدخان الكثيف المتصاعدة في أجواء جنوبنا اليمني، حتما ستشرق شمس جنوبنا اليمني كما أشرقت في الـ30 من نوفمبر، ويكنس الجنوب كل هذه المشاريع القذرة.

أترك تعليقاً

التعليقات