فاتورة الفشل
 

أحمد عارف الكمالي

أحمد الكمالي / لا ميديا -

فاتورة الفشل ليست كفاتورة النصر. لا أحد يريد تحمل نصيبه منها، ولا أحد يرغب بالإشارة لدوره عند صدورها، ولا أحد يحب المجاهرة بخسائره فيها.
الكل يقدم مبررات تعفيه، والجميع يرمي على الجميع أسبابها ونتائجها. العدو نفسه مدان لأنه لم يساعد على الهزيمة. والحليف مدان لخذلانه مهما قدم. وكذلك الشريك والصديق مدانان لخيانتهما وتقصيرهما في أحسن الأحوال!
هكذا هي دائما فاتورة الهزيمة في الحروب: قاسية، مؤلمة، مريرة على النفس، وعصية على التقبل لكل من يخوض الحرب دون قضية عادلة!
لكل من يخوض حرباً دون أن يضمن فيها انتصار كبرياء ذاته ولو في أشد لحظات الهزيمة!
لكل من يخوض حرباً على أساس غنائم الانتصار لا على أساس مظلومية النزال!
لكل من يخوض حرباً مبنية معطياتها على ضعف العدو لا على خطره.
لكل من يختار خيار الحرب وفي متناول يديه كل خيار غيره.
لكل من يدق طبول النصر قبل أن ينصت لطبول الحرب التي قد تصدر من عدوه.
لكل من يخوض حرباً سقف أهدافها الأدنى زوال العدو واجتثاثه من الوجود والخارطة.
لكل من يخوض حرباً وليس برصيده مخزون من القيم يكفيه لتقبل أسوأ الكوارث التي قد تقع فوق رأسه!
لكل من يخوض حرباً دون شعور بأي التزام أخلاقي فيها.
لكل من يخوض حرباً كعدوان تحالف السعودية الغاشم وأدواتها على اليمن.
مثل هؤلاء تكون عليهم تكلفة الفشل والخسارة صادمة وقاتلة، تفقدهم التوازن وتشعرهم بالخزي والذل إلى درجة يصبح فيها عندهم تذكر نشوة البداية من أفزع الكوابيس.

أترك تعليقاً

التعليقات