جبهة دبلوماسية
 

عبدالملك المروني

عبد الملك المروني / لا ميديا -

هذا المساء، حاولت اختلاس مشاعري أو الضحك على الخاطر، فكتبت بضع كلمات في صفحتي خلاصتها الإعلان عن وجود وظائف شاغرة في الجانب الدبلوماسي اليمني لأولئك الذين حرموا في الماضي والحاضر من حقهم في الوظيفة العامة وضاق بهم الوطن بما رحب، فيما تمدد لسواهم على ظهره وبطنه.
والحق أن هذه الإضافة ذات الصلة بالبطن والظهر و... عطاءات الخزينة العامة هي محدثات لم ترد في الإشارة السابقة التي وددت من خلالها التذكير بأن ثمة أملاً ينتظر هؤلاء من المغضوب عليهم في الجاهلية والإسلام عبر احتوائهم في سفاراتنا في الخارج التي تنتظر تجاوز الروتين السمج لفتح أبوابها للعمل الدبلوماسي اليمني الذي تركناه لسلطة حكومة الشقق المفروشة لسنوات.
والإشارة هنا إلى التطورات الراهنة على صعيد تحريك العمل الدبلوماسي واستئنافه بين بلادنا وبعض بلدان خلق الله يبدو في غاية الأهمية؛ إذا تعاملنا معه بقدر وافر من الجدية والحسم. فقد غابت اليمن بكل مشاهدها وصورها عن ذاكرة العالم، وباتت مغيبة عن أعين العالم وعن أبصار مؤسساته الدولية وكادت تحترق تحت أجنحة العتمة والظلام المدفوع الثمن.  
 ولم يعد يسمع من اليمن سوى ترانيم عيسى الليث وإيقاعات البنادق القناصة وتسبيح السواعد المجاهدة، وتهليل قناة المسيرة؛ ذاك هو كل نشاطنا الخارجي وكل مصادرنا في التعاطي مع الخارج.
ولقد كان اهتمامنا بالجبهات الداخلية، وتوفير الخبز والحساء ومحاولة الحفاظ على وحدة الداخل اليمني، كل سبلنا العاملة.
ولا بأس في الماضي. ولا مشكلة مع الأمس؛ غير أن التركيز على هذا الشأن الآن في ظل المعطيات المتاحة ومجريات التطورات الراهنة يبدو مسؤولية كبرى وواجباً لا يمكن التهاون فيه، وقضية إن لم تستغلها اليمن فليس من حكمة تصدر عنه ولا وعي يظهر من بين أضلعه.
إن "جمهورية الحوثي" التي أريد لها أن تموت يوم ولدت وأن تخمد قبل أن تظهر أشعتها باتت تشكل حضوراً في خارطة العالم، وتحمل أرقاماً صعبة في سجلات المحفل الدولي ويسمع صوتها كل من له آذان واعية أو غير واعية. وهي نتيجة جديرة بالشكر لله، جديرة بالتعاطي معها بقدر كبير من الوعي والإدراك لهذه المعطيات.
وهو ما يجعلنا عند حافة المسؤولية الكبرى وضرورات الواجب المقدس لاستغلال الزمان والمكان لصناعة جبهة دبلوماسية محترفة تقوم بحربها سفارات يرفرف علم اليمن على مبانيها بشموخ وعزة وثقة.
لا يهم أن يمثلنا دبلوماسيا من أبطال الحروب الست، ولا من صناديد جبهات القتال القائمة أو حتى السباقون إلى الصرخة وإعلان البراءة من اليهود والنصارى؛ المهم أن يكون لدى هؤلاء المعرفة والوعي والثقافة اللازمة للتعريف بمظلومية هذا الشعب على نحو يستحق الاهتمام وبقدر كاف من المرونة وحسن الخطاب.
وذلك ما ينبغي التركيز عليه الآن.

أترك تعليقاً

التعليقات