بين يدي كبريائنا
 

أحمد الحسني

احمد الحسني / لا ميديا -

صباح جديد تميط شموسنا عن محياه دياجير الحلك، وعام خامس لقاماتنا مشرع على شرفة أخرى من الكبرياء ذراعاه مبسوطتان غبطة بأنا أتينا وعيناه معقودتان بنواصي جياد مشيئتنا التي ما كبت وصهوات عزتنا الباذخة تتدافع أيامه على السير في ركاب إبائنا، ويضبط إيقاع ساعاته على وقع حوافر خيلنا في رحاب الكرامة.
أربعة أعوام كنا بنبل قيمنا وسمو أخلاقنا شهباً في عتمة لياليها الموحشة، وببأسنا وبسالتنا رعوداً قاصفة في قوائل أيامها المكفهرة. 48 شهراً من القصف والحصار تغضنت قسماتها لجلال إيماننا، وتحالفات جبارة ذلت لجبروت تحدينا، وترسانات عملاقة ركع عنفوانها على أقدام ثباتنا.
1461 يوماً من القصف المسعور والحصار الخانق عبرتها رقابنا على شفرات الصفاح واجتازتها قلوبنا على اسنة الرماح عشرات الآلاف من المرتزقة والإرهابيين وشذاذ الآفاق من القتلة المأجورين، مئات الآلاف من الغارات والصواريخ والقنابل، مليون موت وموت عبرنا لهواته هازئين ووقفنا في وجهه شامخين، خضعت دبابة الابرامز لبندقية الكلاشنكوف في أيدينا ولم نخضع، وأتخم مرابو الرأسمالية من خزائن وأعراض ملوك وأمراء النفط الخليجيين وتعبوا من مقايضة قيم الإنسانية بالبجعات السود لـ"بن..." و"بن..."، والتلمظ بنجيع جراحنا وأشلاء أطفالنا، ولم نتعب من انتعال وجوههم المبهرجة باصطلاحات التحضر الزائف والمدنية الأكذوبة.
أربعة أعوام كنا فيها لسهولنا جبالاً ولجبالنا ذرى لم نذل فيها يوماً ولم ننكص ولم نبغ ولم نبارح موقع نخوة فيها إلا إلى موقع شرف، فحق لها أن تتيه بأنا رسمنا ملامحها. وعام جديد له أن يتيه بأنا سنجتاز سماواته بروقاً وغيثاً وعطراً ونخطر فيه صحائف بيضاء من شرف وجبالاً من شموخ لا تتزعزع ولا تلين.
والسلام على أقدامنا في مواقع الثبات وعلى أرواح شهدائنا في عليين.

أترك تعليقاً

التعليقات