شهادة كيري
 

أحمد الحسني

الرجل الذي رأس لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس لـ4 عقود، والمرشح بالأمس لرئاسة الولايات المتحدة، ووزير خارجيتها اليوم، يعرف جيداً مدى ارتباط المملكة السعودية بالإرهاب، بدءاً من واحدية المعتقد الأصولي، فالدعم والتمويل، إلى التبعية المباشرة وتشارك الخندق وتوظيف الحزام الناسف.. وإن لم يكن يعرف أن (داعش) اليوم هي التجلي العصري لإخوان الطاعة الذين أقيمت بهم المملكة، فهو لا يجهل أنها النسخة المطورة استخباراتياً من (القاعدة) التي يعني اسمها قاعدة بيانات المجاهدين في أفغانستان الذين جندتهم المملكة باسم الله والإسلام في معركة بلاده ضد الاتحاد السوفيتي، في فترة الحرب الباردة..  ومعاليه قد عايش تحولات هذا المد من محارب مع الله ضد الإلحاد الشيوعي، إلى عبوة إسلامية في سفارة أمريكا النصرانية، ثم حزام سني يقتل الروافض في مساجد بغداد ودمشق وصنعاء.. إذا كان السيد كيري لم يلاحظ أن المملكة وقطر هما من يشتري الأسلحة لكل التنظيمات المدرجة على لائحة الإرهاب في بلاده، وأن الإرهابيين المطلوبين لجهاز الأمن القومي الأمريكي، هم الذين يحملون راية التسنن السعودي، ويقاتلون خصوم المملكة في سوريا وليبيا والعراق واليمن ونيجيريا والصومال وباكستان والقوقاز، ولم يبلغه أيضاً أن أمير (داعش) في عدن قتل مع قائد القوات السعودية في خندق واحد في باب المندب، فبإمكان الوزير الأمريكي أن يشاهد على (يوتيوب) مقاتلي (داعش) وسائر التنظيمات الإرهابية فوق مدرعات التحالف السعودي الإماراتي، يتجولون في عدن، رافعين أعلام تنظيماتهم وعلم المملكة معاً، فذلك سيعفيه من الفخر المضحك بدور المملكة في الحرب على الإرهاب، ويصون شعره الأبيض من أن يكون مثاراً للسخرية والاحتقار كياسين سعيد نعمان.
شهادة كيري وفخره لن يجعل الناس يبرئون ساحة المملكة من الإرهاب، وإنما سيعزز قناعتهم، ويجعلهم يعرفون أكثر عن الدور الأمريكي في صناعة الإرهاب، والتحالف الدولي للحرب بالإرهاب، وليس على الإرهاب، الذي تقوده الولايات المتحدة.

أترك تعليقاً

التعليقات