عن أي قوميين يتحدثون؟!
- رشيد الحداد الثلاثاء , 11 نـوفـمـبـر , 2025 الساعة 12:14:58 AM
- 0 تعليقات

رشيد الحداد / لا ميديا -
المحسوبون على القومية، الذين التزموا الصمت أمام جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها العدو «الإسرائيلي» بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، اشتاطوا غضباً على خلفية إلقاء سيد القول والفعل، قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، خطاباً أمام المشاركين في المؤتمر القومي العربي 34 الذي انعقد في العاصمة اللبنانية بيروت، هذا الغضب الذي لم يحرك ضمائرهم عندما ذُبحت غزة من الوريد إلى الوريد، عاد اليوم ليعكس حالة الإرباك التي يعيشها المفلسون العرب.
لا أدري من كان البديل بنظرهم، ليلقي خطاباً بقدر خطاب الحوثي، ومن الزعيم الذي يستحق أن يقف في مؤتمر كهذا ليقول: لقد انتصرنا لفلسطين حين خذلها القادة والملوك العرب! هل الجولاني، الذي فرط بسورية وأرض وسيادة واستقلال سورية دون مقابل؟! أم إخوان «إبراهام» من ملوك وأمراء ومشائخ خليجيين وعرب وقفوا إلى جانب العدو وتركوا الفلسطينيين في غزة يموتون من الجوع والعطش وبالقصف بمختلف الأسلحة الأمريكية والأوروبية على مدى عامين؟!
ولو فرضنا أنه تم اعتماد كلمة لأحد زعماء العرب، ماذا كان سيقول؟! هل سيستعرض الخذلان والخنوع؟! أم سيتحدث عن دور ما تبقى من عروبة وقومية في «إسناد غزة»؟!
من ينتقدون مشاركته بخطاب في المؤتمر القومي العربي الرابع والثلاثون، واجه «إسرائيل»، وضرب عمقها بالمئات من الصواريخ والطائرات المسيّرة على مدى عامين، وواجه أمريكا وبريطانيا في البحر الأحمر، وأفشل كافة محاولات الغرب بقيادة أمريكا التي دفعت بكل ثقلها العسكري البحري والجوي في محاولة منها لكسر الحصار البحري الذي فرضه اليمن على الملاحة «الإسرائيلية» في البحر الأحمر.
ألم يكن القوميون العرب هم الأولى بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم؛ بحكم الروابط العربية والإنسانية والثقافية مثلما وقف الغرب مع العدو دون روابط تجمعه بالكيان؟!
ورغم خذلانهم لإخوانهم الفلسطينيين، ما زال البعض منهم يعتبرون أنفسهم قوميين! أي قومية هذه التي لم تتخذ موقفاً مشرفاً مع الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة على مدى عامين من الإبادة والتجويع؟!










المصدر رشيد الحداد
زيارة جميع مقالات: رشيد الحداد