الوعد الترامبي للكيان
- رشيد الحداد الثلاثاء , 11 فـبـرايـر , 2025 الساعة 12:55:37 AM
- 0 تعليقات
رشيد الحداد / لا ميديا -
لن يتحقق وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كما حققت الحركة الصهيونية وعد وزير الخارجية البريطاني السابق، آرثر بلفور، أواخر العشرية الثانية من القرن الماضي، وإن كان هناك تشابه في حالة التفكك والضعف التي تعانيها الأمة، وأيضاً ما يعانيه الشعب الفلسطيني من خذلان عربي وإسلامي.
إلا أن وعد ترامب لا يهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة وحسب، بل تنفيذ مخطط صهيوني يتهدد استقلال الدول العربية.
فإفراغ غزة من سكانها تحت ذرائع مكشوفة، يعكس رغبة في تهجير كل سكان هذا القطاع، الذي مثل خط دفاع أول عن كرامة الأمة ومقدساتها وأراضيها ومكتسباته، ويعني تصفية القضية الفلسطينية، ونسف كل مبادرات السلام العربية التي لا تزال بعض الأنظمة الخانعة تعلق آمالاً عليها، وتتخذها نافذة وغطاء للولوج نحو التطبيع مع الكيان.
فوعد ترامب المعلن بأسلوب فج للكيان الغاصب سيدفع ترامب الأرعن إلى استخدام كافة أدواته وأساليب الضغط لتنفيذه، وبقدر ما يحمله التوجه الأمريكي الأخير من خطورة على الأمن القومي العربي برمته، فتهجير سكان غزة سيقود نحو توسع الاحتلال المدعوم من قبل الغرب، وتساقط دول وأنظمة، فإنه قد يشكل نقطة تحول استراتيجية في مسار الصراع العربي - "الإسرائيلي"، في حال استشعرت الأنظمة العربية والإسلامية الخطر المحدق على القضية الفلسطينية وعلى أمن واستقرار المنطقة، وخاصة الدول المجاورة لفلسطين، فترامب يتحدث عن تهجير الفلسطينيين من غزة وكأنه صاحب القرار الأول، ويتحدث عن مصر والأردن وكأنه يتحدث عن ولايتين أمريكيتين وليس عن دولتين عربيتين مستقلتين.
لذلك لن تجدي سياسة الشجب والتنديد في إفشال مخطط التهجير الأمريكي - "الإسرائيلي"، إن لم يكن هناك إجراءات عملية تنهي الغطرسة الأمريكية والبريطانية وتسقط وعد ترامب.
المصدر رشيد الحداد
زيارة جميع مقالات: رشيد الحداد