الوجه الآخر للوهم
- رشيد الحداد الأحد , 3 أغـسـطـس , 2025 الساعة 7:55:40 PM
- 0 تعليقات
رشيد الحداد / لا ميديا -
في ظرف 72 ساعة فقط، انخفض سعر صرف العملات الأجنبية في المحافظات المحتلة إلى ما كان عليه الوضع قبل خمس سنوات.
هكذا بدون معالجات حقيقية، فالعجز العام للموازنة لا يزال كما هو دون أي معالجات؛ لا قروض خارجية، ولا قروض محلية لسد العجز الذي يبلغ نحو 75% من الميزانية، ولا حتى تفاهمات وإجراءات من قبل تلك الحكومة مع الفصائل والسلطات المحلية الرافضة منذ نحو تسع سنوات توريد الإيرادات العامة الخارجة عن سيطرتها تضمن إعادتها إلى حساب حكومة عدن، ولم يتم إعادة تصدير النفط والغاز المسال، ولم توقع تلك الحكومة على وديعة مالية ضخمة مع دول الجوار أو دولة أجنبية... فالواقع الاقتصادي بكافة مؤشراته الحقيقية كما هو وفي أدنى حالات الضعف.
فتلك الحكومة الشكلية الفاقدة للسيطرة والنفوذ لم يتغير حالها، حتى يمكن القول بأن واقع الحكومة الشكلية تغير ما أدى إلى عودة ثقة المؤسسات والأفراد بها، وبالتالي انعكس على صورة تحسن في سعر الصرف.
في المقابل، لم يطرأ أي تحسن على الاحتياطي النقدي الأجنبي لبنك عدن، ولم يتحسن واقع المنح والمساعدات التي تراجعت إلى أدنى مستوياتها، بمعنى أن التقلبات التي يعلن عنها بين فترة وأخرى وهمية وغير حقيقية، ولا يمكن اعتبارها نتيجة لتفاعل العرض والطلب على العملات في السوق أو نتاج ارتفاع موجة بيع الناس لمدخراتهم من العملات الأجنبية جراء تصاعد المخاوف، والدليل أن ما يسمى التعافي تواصل حتى يوم الجمعة، الذي يعد عطلة رسمية. ومن المعتاد أن تغلق فيها البنوك وشركات الصرافة في هذا اليوم، وحتى وقت متأخر من مساء الجمعة يعلن المضاربون عن انخفاض جديد لسعر صرف الدولار الأمريكي والريال السعودي مقابل العملة المطبوعة دون توقف، وهو ما يؤكد أن هذه التقلبات ليس لها أساس اقتصادي، وأن ما يحدث يأتي في إطار المضاربة المفضوحة بالعملة، ولا يعكس سياسة نقدية موضوعية للبنك المركزي ولا سياسة مالية لتلك الحكومة، ويكشف للناس أن الأمور تدار بعقلية مافيا السوق السوداء هبوطاً وصعوداً.
هذا التحسن، المدار عبر مجموعات الواتس الخاصة بكبار المضاربين، ومعهم قيادات بنك عدن، صار مكشوفاً للجميع، ومثار سخرية من قبل الاقتصاديين، لعدم وجود معطيات موضوعية، يبنى عليها ما يسمى التعافي، غير الحقيقي، فعندما يحدث تحسن حاد ومتسارع دون وجود معالجات وحلول موضوعية، فذلك لا يُعد ظاهرة صحية، بل ممارسات كارثية، والأيام القادمة ستكشف المستور.
المصدر رشيد الحداد
زيارة جميع مقالات: رشيد الحداد