تنمية الثروة المائية
 

رشيد الحداد

رشيد الحداد / لا ميديا -
أولاً: نحمد الله على نعمة الأمطار التي منَّ الله بها على كل ربوع اليمن الحبيب، فهذه الأمطار قد تكون هطلت في موعد لم يعتد عليه المزارعون وفقاً لما كان معتاداً قبل سنوات.
وثانياً: نحن بحاجة إلى إيجاد خطط زراعية متنوعة وقصيرة للاستفادة من هذه الأمطار، خاصة وأن معدل الاستفادة منها ليس بالشكل المطلوب، فهناك مناطق زراعية واسعة تعتمد الزراعة فيها على هطول الأمطار الموسمية، تعرض الموسم فيها للتلف، بسبب انقطاع الأمطار خلال الأشهر الماضية، فالمزارع بحاجة إلى التوعية والإرشاد والتوجيه على الأقل، حتى يستفيد من هطول هذه الأمطار، والحديث هنا يطول.
ثالثاً: هناك شيء اسمه تنمية الثروة المائية أو الأمن المائي وغيره من المصطلحات، فإذا مرت هذه السيول من الوديان والجبال دون وجود حصادات لمياه الأمطار تغذي المياه الجوفية، فعن أي تنمية للثروة المائية نتحدث؟!
إن الاستفادة من مواسم الأمطار لتغذية المياه الجوفية ضرورة، وليس ترفاً، خاصة في ظل الاستهلاك الجائر للمياه والاستنزاف الذي تتعرض له الأحواض المائية. وهذا يتطلب الاهتمام بإنشاء الحصادات الخاصة بمياه الأمطار في الجبال والمرتفعات والوديان. والحصادات التي أعني الحديث عنها هي الحفر الترابية والبرك الترابية التي كان الآباء والأجداد يعتمدون عليها في حصاد مياه الأمطار، وليست السدود الضخمة، وإن كانت ضرورة أيضاً؛ ولكن الممكن فعله والمتاح حالياً في ظل الظروف الحالية لحصاد مياه الأمطار هو البرك والحفر الترابية، والتي أثبتت دراسات أجراها خبراء البنك الدولي في اليمن خلال العقود الماضية أنها أفضل آلية لحصد مياه الأمطار وتغذية المياه الجوفية والسطحية، وهنا الحديث يطول أيضاً. لأننا بحاجة إلى التمسك بتراثنا فيما يتعلق بإدارة مياه الأمطار والاستفادة منها وتوظيفها التوظيف الأمثل لصالح القطاع الزراعي.
لذلك أتمنى إيجاد خطط زراعية للاستفادة من هذه المواسم وتوجيه المزارع بما عليه فعله للاستفادة من هذا الموسم، وأتمنى الاهتمام بالمرشدين الزراعيين وتفعيل مهمة الإرشاد الزراعي، وأتمنى الاهتمام بحصاد مياه الأمطار والاستفادة منها لتغذية المياه الجوفية للاستفادة من نعمة الأمطار.

أترك تعليقاً

التعليقات