سيد المقاومة وقائدها شهيدا
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
قد لا ندرك في كثير من الأحيان معنى أن يكون القائد شهيدا، فهذا له معانٍ كبيرة وعظيمة، وكلها معانٍ إيجابية، بل ومقدسة في أحيان كثيرة، ومن يعيها سيدرك أن هذا القائد الشهيد هو واحد من الناس الذين يقودهم، يعيش بينهم وفي أوساطهم، مثله مثلهم، ما يعني أنه بهذا السلوك قد أحب الناس وأحبه الناس، وهو القدوة لمن يقودهم ولمحبيه، وبهذا يكون قد صنع آلاف القادة المؤهلين القادرين على مواصلة المسيرة بالنهج ذاته، لتحقيق الأهداف التي عمل عليها الشهيد القائد وجاهد في سبيل الله من أجلها واستشهد على طريقها عندما اختاره واجتباه إليه واصطفاه للعيش بجواره حيا عزيزا كريما.
وعندما يصطفي الله قائدا مؤمنا مجاهدا في سبيله فهذا يعني أنه قد أدى ما عليه من مسؤولية، وأنه جاهد في الله حق جهاده وصار أهلا لاصطفاء الله له إلى جواره ليكون شهيدا على قومه وشعبه وأمته في مضيهم على الطريق ذاته في أداء المسؤولية الإيمانية الجهادية ليلاقوا ربهم بوجوه بيضاء يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، فالمسؤولية عليهم بعد رحيله أكبر، والمقاومة الإسلامية اللبنانية بقيادة حزب الله بعد رحيل القائد العظيم السيد حسن نصر الله (سلام الله عليه ورضوانه) إلى جوار ربه ورفاقه الأحبة، ستحمل رايته ونهجه وفكره وتوجهه وتمضي بقوة أكبر وعزم وثبات وبأس أشد.
كل هذه الابتلاءات قد تغري عدوها بها، لأن أعداء الله ورسوله والمؤمنين والإنسانية لا يعون ولا يدركون ما الذي يتركه عظم جرائمهم الكبيرة من أثر في نفوس المؤمنين المجاهدين تجاه المجرمين من شوق للقائهم والمواجهة والنزال معهم، لما يعلموه من الله بتوكلهم عليه من وعده بالنصر وثقتهم بنصره، وما يعزز الثقة ويؤكدها هو غرور المجرمين بحجم جرائمهم، وهو ما يوقعهم بفضل الله في شر كيدهم ويحقق بعون الله نصره للمؤمنين والنصر بحجم غرور أعداء الله وزهوهم، وها هو قائد الكيان النتن يقول إن ما في التوراة يخبره بأنه سيقتل أعداءه واحدا تلو الآخر وكل من يواجه عدوانه وجرائمه من الشعوب التي يحاول إبادتها.
وأخيراً، فإن حجم غرور قادة كيان العدو الصهيوني قد بلغ مبلغه أعلى قمة المنحنى الذي ما بعده إلا السقوط، فإذا ما تحرك هذا الكيان بقواته البرية برا تجاه الجنوب اللبناني فهي البشرى من الله ببداية العد التنازلي لزوال هذا الكيان، خصوصا وأن سيد المقاومة وقائدها حي يرزق بجوار ربه وبين رفاق دربه المجاهدين من حزبه وشعبه وشعوب المحور والأمة ومحبيه، فالحزب وكل المحور باتوا اليوم يعرفون الدرب جيدا ولا يعولون إلا على الله وشعوب المقاومة وعدالة القضية، وهو اليوم بعد رحيل هذا القائد الكبير والعظيم أكثر قوة وإيمانا وأشد بأسا وعزما على المضي مع الله وجهادا في سبيله حتى تحقيق النصر الموعود، والأيام والليالي والميدان سيثبت ذلك، والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات