قصة من مدرسة الحمير!
 

علي القرشي

علي القرشي / لا ميديا -
في إحدى القرى النائية كانت هناك مدرسة لتعليم الحمير القراءة والكتابة والاقتصاد والسياسة والفلسفة والمنطق.
في ذلك اليوم، الأول من ديسمبر، كان التلاميذ الحمير قد دخلوا صفوفهم، بعد أن اصطفوا في طوابير لقراءة النشيد وإعطاء التحية لعلم دولة الحمير. دخل الحمار الأستاذ إلى الفصل، وقال للتلاميذ: «هذه حصة المنطق، سأعطيكم اليوم مقدمات صحيحة تتوافق مع نتائج صحيحة. كل الذين مع الإصلاح ضد طارق، كل الذين مع طارق ضد الإصلاح. كل الذين مع داعش مع طارق، كل الذين مع القاعدة ضد داعش. كل الذين في البرلمان بالقاهرة مع البركاني، كل الذين ضد برلمان القاهرة ضد البركاني...».
ثم طلب الأستاذ الحمار من تلاميذه الحمير الوقوف وقراءة هذه المقدمات ومقارنتها بالنتائج.
أحد التلاميذ الحمير وكان يجلس في الصف الأخير رفض القراءة، وقال للأستاذ الحمار: أنا لديّ أسئلة أريد منك أن تجيب عليها.
من كل الذين ذكرتهم يا أستاذ، من القادر على أن يوفر لنا الشعير حتى نسد جوعنا؟!
من كل الذين ذكرتهم يا أستاذ، من يستطيع أن يوفر لنا الدواء عندما نمرض؟!
من كل الذين ذكرتهم يا أستاذ، من يستطيع أن يحمينا من تماسيح المستنقع ونحن في طريقنا إلى المدرسة أو السوق؟!
من كل الذين ذكرتهم يا أستاذ، من يستطيع أن يقيم سورا على قريتنا ليحمينا من الذئاب؟!
من كل الذين ذكرتهم يا أستاذ، من يستطيع أن يعيد لقريتنا الأمن والأمان ويقضي على الفساد؟!
رد الأستاذ: لا أحد؛ ولكن مَن علَّمك هذا الكلام يا حمار؟!
أجاب التلميذ الحمار: طالما أنهم لا يملكون شيئاً، فما جدوى معرفة مَن ضد مَن، ومَن مع مَن؟!
لقد تعلمت هذا الكلام يا أستاذ من الواقع، الذي لا يعترف بمقدماتك القديمة ولا بنتائجها السخيفة!
رد الأستاذ الحمار بغضب: أخرج من الفصل؛ أنت عميل وتريد أن تشعل نيران الفتنة بين الحمير!
بهدوء جمع التلميذ الحمار دفاتره وقال: المنطق الذي لا يتطابق مع الواقع هو الذي جعل الغباء سمة الحمير، وهو الذي جعل الحمير تتعلم لتبقى حميرا.
هذا مقعدي في الفصل، بإمكانك أن تعطيه لكل من ذكرتهم في الدرس، فهم أحق به مني، طالما أن دستور قرية الحمير مازال يقدس الغباء ويحارب الذكاء!

أترك تعليقاً

التعليقات