حوار مع طارق عفاش
 

علي القرشي

علي القرشي / لا ميديا -
طارق: وماذا بعد يا قرشي؟! ما تريد من وراء هذه الحروف التي لا تتوقف عني وعن عائلتي وأنصاري؟!
القرشي: ما أريده هو أن تسقط العمالة حتى يستيقظ الشعب، وتسقط نكبة التحالف حتى يعود مهدي المشاط إلى المناطق المحتلة وترتفع راية الصرخة وتحرق راية الخزي والعار.
طارق: أنت بهذا تريد العودة إلى النظام الواحد ودولة الرجل الواحد والدكتاتورية ونظامها الشمولي!
القرشي: على افتراض أن كلامك صحيح، فالنظام الواحد أفضل من الفوضى، والرجل الواحد أفضل من أشباه الرجال، والدكتاتورية التي تعطيني الهيبة والأمن والأمان أفضل من حرية الطوابير الطويلة ومد اليد للارتزاق والمعونات والمساعدات.
طارق: الصمّاد رحل عن الدنيا ولا يجب أن نذكره سوى بالرحمة، فلماذا تستدعي طيفه في كل حروفك وكأنَّ الحياة بدونه لن تستمر؟!
القرشي: اليوم وصلتَ إلى مرحلة الترحُّم عليه؟! في الغد ستبكي عليه. أما لماذا أستدعيه في كل حروفي فأنا بحاجة إلى قدوة؛ لأن الشعوب لا تستيقظ وتسير إلى الأمام إلا بعد أن تتذكر تاريخ وأمجاد قادتها العظام.
طارق: أنت لا تريد أن نصل إلى حل ونتفق على فتح صفحة جديدة تنتهي معها كل مشاكلنا القديمة!
القرشي: أولاً: فتح صفحة جديدة هذه لا أملكها، فهي من حق المظلومين المخيرين بين التسامح أو القصاص. أما مشاكلنا القديمة فأنت من أظهرها للسطح، عندما كنت أنا أحاول دفنها في باطن الأرض.
طارق: أنت يا قرشي أصبحت مزعجا بالنسبة للكثيرين، وهذا قد يكلفك الكثير، فالذي يملك المال غير الذي يملك الكلام!
القرشي: أنتم مازلتم تهددون شباب مدينة تعز والحديدة بالخطف والقتل. رغم هذا فأنت أضعف من بيت العنكبوت، ونحن لو كنا نخاف التهديد والوعيد لرمينا سلاحنا عندما هددَنا حلف الشيطان ورمى علينا مناشيره من السماء. أنتم في زاوية الحلبة الضيقة، واستمرار قصفكم بالحقائق يعني سقوطكم بالضربة القاضية، فلا تطلب مني أن أقبل بالتعادل وأنت تترنح أمامي.
طارق: على هذا الأساس ستظل الحروب والفوضى تعصف بتعز، وسنفقد جميعاً الوطن ونترك خيراته للأجنبي!
القرشي: لا، هناك حل، نحن نأخذ خطوة إلى الأمام وأنتم تعودون خطوات إلى الخلف. أما الأجنبي فأنت من جاء به منذ البداية، فلا تُحمِّلني وزراً يشهد التاريخ أنه العار بعينه.
طارق: طالما أنك متمسك بهذا الكلام فلن نتفق إلى يوم القيامة!
القرشي: لا أيها العميد، ألم تسمع بأن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة؟! وأنت تشهد أنكم على باطل وأننا على حق.
طارق: ما رأيك أن تعمل معنا وتحاول بخبرتك أن تتدارك كل الأخطاء؟!
القرشي: أنا بعد الشهيد القائد، لا يمكن أن أعمل حتى لحساب نفسي، فما بالك أن أعمل معكم؟! ثم أرجوك، لا تقدم هذا العرض لأنصار الشهيد القائد؛ لأنهم اعتادوا هيبة وسيادة لا تملكونها. ولا تنسَ أن المبدأ لدينا أن الحياة بدون راية الصرخة لا قيمة لها.
طارق: أيعقل يا قرشي أن تتمسك بقطعة قماش وتفرضها كشرط لا يبدو مهماً أمام المأساة التي نعيشها؟!
القرشي: قطعة القماش هذه هي راية الحق. في غزوة مؤتة استشهد أغلب قادة جيش المسلمين، وكسر خالد بن الوليد تسعة سيوف في قتال ضارٍ، لأجل ألا تسقط الراية في ميدان المعركة. ولم يقل لهم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: لماذا بذلتم كل هذه التضحيات من أجل قطعة قماش؟! الراية تعبر عن المبدأ، والمبادئ لا يجب أن تسقط وأصحابها على قيد الحياة.
طارق: لن نتفق على ما يبدو... إلى لقاء آخر يا قرشي!
القرشي: ستأتي في الغد وأنت مستعد لقبول أكثر من هذه الشروط، فالزمن كفيل بالقضاء على الآفات من الحشرات والعاهات من البشر.

أترك تعليقاً

التعليقات