ذو الفقار يوسف

ذو الفقار يوسف / لا ميديا -
كشفت تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، أمس الأول، التي أدان من خلالها ما سماه «استهداف الإمارات» ووصفه بـ»عمل إرهابي»، تورط المنظمة الأممية في مجازر دويلة بني زايد في اليمن.
وإذ صمت غوتيريش عن المجازر اليومية التي ترتكبها دويلة العدوان بحق المدنيين في بلادنا، تصدرت إدانته للرد اليمني الدفاعي المشروع تصريحاته أمس الأول، في دليل فاضح على أن تلك المجازر تتم بمباركة أممية مباشرة.
تعزز من هذه الحقيقة دعوة غوتيريش صنعاء لـ«استقبال المبعوث الأممي»، الأمر الذي اعتبره محللون إشارة واضحة إلى أن الأمم المتحدة ترى في تصعيد تحالف العدوان الأخير وسيلة ضغط على صنعاء تراهن المنظمة عليها لجهة قسر القيادة الوطنية على القبول بمشاورات في ظل استمرار العدوان والحصار الذي يفرضه على مطار العاصمة وموانئ الحديدة، وهو ما ترفضه صنعاء طبقاً لأكثر من تصريح أدلى به رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام في فترات متفاوتة منذ تسمية السويدي هانس غروندبيرغ مبعوثاً خلفاً لغريفيتث العام الفائت.
دعوة أمين المنظمة الأممية صنعاء لاستقبال 
المبعوث الجديد هي -بحسب مراقبين- إشارة واضحة مرتجعة إلى أن تدمير تحالف العدوان ما تبقى من أهلية يتمتع بها مطار العاصمة، جرى برضا أممي، وبتعبير آخر فإن الأمم المتحدة أرادت أن تضع صنعاء بين خيارين «المزيد من العزل والحصار الاقتصادي، أو الانفتاح على مشاورات بشروط العدوان ذات الصبغة الأممية»!.
وعوضاً عن أن تلزم الأمم المتحدة تحالف العدوان بوقف القرصنة على سفن الوقود والغذاء اليمني في البحر الأحمر، وفرت غطاءً مباشراً وغير مباشر للتحالف، كانت حصيلته التمادي أكثر في القتل والتجويع بحق شعبنا في جغرافيا السيادة، وتعتبر اليوم رده الدفاعي المشروع «عملاً إرهابياً» تحمله خطيئة تعثر «عملية السلام في اليمن»، وبدماء مئات الضحايا المدنيين تغسل سوأة دول تحالف البترودولار الفاضحة.
لم يعلق الأمين غوتيريش على تدمير حي سكني على رؤوس قاطنيه بالعاصمة أطفالاً ونساءً، ولا على جريمة العدوان الأبشع بحق 2000 نزيل في سجن الاحتياط بصعدة، لاتزال جثامين معظمهم قيد الانتشال تحت ركام مبنى السجن المنسوف بالكامل.
لم يعلق غوتيريش على بحر الدم اليمني المسفوك بمدار الساعة بطائرات وبوارج تحالف التخمة الأمريكي البعراني، لكن برميل بنزين مدلوق خارج أشداق السوق يستوجب النحيب والحسرة والحداد في دين الـ»سرويس الأممي الإمبريالية والاستكبار»...
هذه هي المعادلة في عالم منافق، وسنكسرها. ولينتحب العالم.

أترك تعليقاً

التعليقات