خليج كامل الدسم.. سريع الذوبان
 

ذو الفقار يوسف

ذو الفقار يوسف / لا ميديا -
يعتقد البعض بخضوع عمليات تحالف العدوان لأمزجة دوله فرادى بينما يقول الواقع بنقيض ذلك، إذ أن للتحالف (قيادة موحدة أمريكية صهيونية)، وقد تجلى عجزه منذ الأسبوع الأول لعدوانه في كونه اصطدم بمدرسة ثورية أنصارية مغايرة كلياً لما في أرشيف خبراته عن الحركات الثورية، ولايزال للعام الـ8 عاجزاً في هضم ذهنيتها وكيفية إدارتها للحرب، كما وعن النفاذ إلى بنية صناعة القرار فيها.
اعتمد التحالف الأمريكي الصهيوني على قاعدة بيانات زمن الوصاية وخرائط عقود الانكشاف الكامل للوصي الإقليمي والدولي وخلايا الجاسوسية على الأرض والمؤلفة (إضافة لتنظيم الخونج ومشتقاته الداعشية) من مجاميع عسكرية وأمنية وإعلامية وموظفين، وهذه تلقت ضربات مبكرة متلاحقة ومميتة.
منذ اليوم الأول للعدوان وانعكاساً لعجزه عن النفاذ إلى دماغ الحركة وتشكيلاتها انتهج استراتيجية عدم التمييز مستعرضاً فرط حداثة وقوة ترسانته العسكرية على الحجر والبشر وفقاً لـ»من ليس معنا فهو حوثي»، كما ولـ»مفهوم الفوضى الخلاقة الأمريكي وكسر الشوكة الداعشي».
في العام 2016 استهدف العدوان منزل اللواء المتقاعد محمد السنباني في إب، (وهو أحد أبطال ملحمة التصدي لكيان العدو الصهيوني عقب عدوان الأخير على لبنان واحتلاله في العام 1982)، ما أسفر عن استشهاده وعدد كبير من أفراد أسرته نساءً وأطفالاً، واستهدافه اليوم لمنزل العميد المتقاعد عبدالله قاسم الجنيد، والذي أسفر عن مجزرة مماثلة طالت معظم أفراد أسرته، ليس بداية خاطئة لدولة ضمن تحالف عدوان، كما يحاول البعض تصوير الأمر، بل استمرار ممنهج ومتعمد لإجرامية تحالف محفوز بالعجز ومسنود بالنفاق الأممي.
طيران العدوان شديد التفوق لم يكن منذ اليوم الأول سوى «مدفع طيار» بتوصيف الرفيق الباحث والمفكر، علي نعمان المقطري، وبتعبير أدق كانت أسراب طائرات تحالف العدوان الصهيوأمريكي ولاتزال «أحزمة وعبوات ناسفة وسواطير بأجنحة وتقنية أكثر فتكاً» لا تتقن سوى قتل الأطفال والنساء والمدنيين غيلة بينما تبدو صفراً على شمال معارك يحرز فيها أبطالنا انتصارات متتالية على عصابات تحالف العدوان والاحتلال، بأسلحة متواضعة ودون غطاء جوي.
أمام هذه الحقائق المؤلفة لعقدة العجز المستفحل لديه يلجأ تحالف العدوان إلى إعادة تدوير لافتاته وعناوينه العتيقة والنافقة وتسويقها إعلامياً في لبوس ومسميات جديدة في رهان عبثي على وهن وانفراط «الذاكرة الجمعية المثخنة بالآلام» لشعبنا الصامد المجاهد.
على الضفة الوطنية تثبت متوالية التصنيع الحربي وبراعة وفروسية عمليات الرد والردع التي ينفذها أبطالنا الثوريون في العمق المفصلي لدول العدو، اقتداراً حربياً وأخلاقياً غير مسبوق في تاريخ حروب مماثلة تخوضها حركة ثورية فتية محاصرة بوجه عدوان كوني كامل الدعم والدسومة.
وفيما يحاول التحالف الكوني تصوير ردنا المشروع النوعي والنظيف على عدوانه وحصاره بوصف الرد عدواناً مداناً على حمائم سلام، فإن الفاضح والجلي هو مباركة العالم المنافق لمجازر التحالف المستمرة بحق شعبنا مع ثبوت عجزه عن وقف متوالية الردع الصاعدة التي يبرر بها مجازره.
أخيراً، فإن عملية اليد الطائلة الجوصاروخية التي عصفت بمدن دويلة الزجاج والملح والقار الإماراتية قد مزقت بقسوة جراب مفاجآت الحاوي الاستخبارية التي استغرقته قرابة عام لتظهير «اختراق عميق» في سدة «المليشيا الحوثية» وتمخضت -في نهاية المطاف- عن بضع نكات سامجة ووجع كبير في قلب اقتصاد البترودولار.
في علب الحليب المجفف يكتبون بالعادة «كامل الدسم، وسريع الذوبان»، وهذا هو الوصف اللائق تماماً بوهن وبؤس مشيخات الطفرة النفطية، باستثناء أن حليب ضروعها السمان يفتك بأطفال اليمن منذ سبعة أعوام عجاف ويجري نبيذاً سائغاً في أشداق بورصات المرابين ومتخمي العالم ومواخير العهر الأممي.

أترك تعليقاً

التعليقات