ذو الفقار يوسف

ذو الفقار يوسف  / #لا_ميديا -

كان أبذأ الكائنات كامل الخوداني يقذف أبذأ التهم والافتراءات في وجه رئيس الثورية العليا أبو أحمد الحوثي، وعندما بلغت بذاءات الخوداني ذروتها احتكم رئيس الثورية للقضاء وكسب الحكم ضد خصمه وعفا عنه متنازلاً عن حقه في التنفيذ. لم تكن في البلد حينها حكومة وفاق ولا اتفاق سياسي أنصاري مؤتمري، وهذا يضفي بعداً أخلاقياً آخر على رقي أسلوب رئيس الثورية في التخاصم والاقتصاص للنفس.
أحرى بالشيخ صادق أبو رأس أن ينتهج الأسلوب ذاته في التخاصم مع الوسيلة الإعلامية التي يرى أنها تسيء له ولقيادة المؤتمر، بدلاً من أن يحشرها كعصا في دولاب الوفاق الوطني، ويرهن بقاءه في المؤتمر بوقف عملها الإعلامي.
أرفض بشدة سياسة التراشقات الإعلامية الصبيانية القائمة، والتي تنتظم أداء كثير من وسائل الإعلام العاملة في الداخل، وأجزم أن قامات غالبية الإعلاميين لم تزل أقصر بكثير من قامات رجال الرجال في ميادين العزة والشرف، وتعجز بالقصور الذاتي لماضيها الوصائي المُكَبل لحاضر اللحظة الثورية، عن أن تضاهي حجم التحديات، وتنهض بدور إيجابي فاعل في مواجهتها.
إن تثوير العمل الإعلامي لا يمكن أن يتحقق بمنظار آمال وآلام شعبنا ما لم يجر تثوير العمل السياسي والاقتصادي، ومادامت ذهنية رجال البلاط وكواليسه هي المهيمنة على هجين الوفاق الحكومي، فستبقى الصحافة والعمل الإعلامي مجرد بازار تجوبه مجاميع تسويق سلعي لا صلة لها بهجس الشارع وقضاياه بقدر ما تستهدف تحقيق الغلبة التجارية لماركة ضد ماركة وسلعة ضد أخرى ومفهوم وطني ضد مفهوم خارج صراط الاشتباك المستقيم، فهذا المسار القويم تعوزه ذهنيات انتصرت على ذواتها وقصورها الذاتي ونزوعها الشخصي المغلف بالمصطلحات الفضفاضة والفارغة.
علينا جميعاً كمنتمين لحقول العمل الإعلامي، أن نحاذي خوارق رجال الرجال في الجيش واللجان والتصنيع والإعلام الحربيين، وفدائيتهم الفذة المنبعثة من علو نفوس كبرت على الصغائر والحزازات، فكانت قامات أصحابها باسقة في زمن القزامة وخلاقةً في زمن الشح والعدمية وعقم الواقع وصفر الإمكانات المادية.
علينا أن نصعد جَنِيّاً بواقعنا وذواتنا بتعبير الراحل الكبير البردوني، لا كرؤوس ترتحل إلى أقدامها وتصخب صخب الأواني الفارغة كبراً وتطاولاً على الشعب الكبير الصامد الصابر المجاهد زعماً أنه لا شيء إلا بها.

أترك تعليقاً

التعليقات