‏بلى هي سياسة
 

ذو الفقار يوسف

ذو الفقار يوسف / لا ميديا -
أجل هي سياسة
حين ينتصر منتخب قادم من خلف سياج التجويع والحصار على منتخب مملكة متخمة تحاصر بلده، يغدو الحدث أكبر من مجرد مباراة كرة قدم، ويغدو للنصر أكثر من دلالة عابرة للرياضة، ويتعذر التمييز بين القدم والمدفع والكرة والقذيفة.
‎#اليمن_بطل_غرب_آسيا

‏نعم هي سياسة...
قدّم ناشئو نجد والحجاز مباراة جيدة، لأنهم قَدِموا من دفء أحضان أمهاتهم وبحبوحة العيش الرغيد، بينما سافر لاعبونا براً لأكثر من 78 ساعة، تاركين وراءهم أمهات شاحبات تقتلهن أنيميا الحصار، وحوامل ينشب طيران المملكة مخالبه في أحشائهن ويفترس الأجنة.

‏بلى هي سياسة...
لم يعسكر ناشئونا تأهباً للنزال، فبلدهم مزّقه الاحتلال إلى جزر معزولة، ينهب ثرواتها ويجوّع شعبها.
تركوا خلفهم أسراً بلا رواتب، ولا خبز، ولا أمان، لينتصروا على بلد المحتل.
مقابل كل هدف أحرزوه، سجَّل الدولار مائة هدف على "ريالهم" المثخن بخناجر العمالة.

‏بالقطع هي سياسة...
من ركام بنية رياضية دمرتها طائرات العدوان بالكامل، أقلع ناشئونا، وبحماسة وجلد وجدارة انتزعوا كأس غرب القارة من أشداق بلد يملك ملاعب ومنشآت رياضية هي الأكبر عالمياً وينفق على كرة القدم ثلثي ما تنفقه شعوب الكرة الأرضية على الخبز.

‏لا ريب هي سياسة..
ذرف لاعبونا الدموع على أرواح أكثر من 125 لاعباً وكادراً وموظفاً وبطلاً رياضياً يمنياً قتلتهم طائرات العدوان، وانطلقوا ليزرعوا الفرحة على شفاه 30 مليون يمني وجدوا عزاءهم في كأس بطولة أمطرت نبيذها لأول مرة على قلوبهم العطشى والمكلومة والثاكلة.

أترك تعليقاً

التعليقات