رحلة موت في مستشفى حكومي!
 

رشيد البروي

رشيد البروي / لا ميديا -
الـ12 منتصف الليل، كنت مع 4 ضحايا لحادث تصادم دراجتين ناريتين بطريقة مروعة في صنعاء، بطوارئ المستشفى الجمهوري حيث الناس يموتون ببطء بالكاد تجد صحياً يركب لك مغذية فقط دون أن يمسح حتى الدماء في موضع تركيب الفراشة، كيف لا وهو لا يمتلك شاشاً معقماً أو قطناً أبيض أو حتى قسطرة بولية ولا سلة مهملات، وإذا ما أتيت لتحكي له عن التدهور في المستشفى سرعان ما يشتم عمله ويصب حمم غضبه على الواقع الصحي والإهمال المتعمد من وزارة الصحة حتى ولو على سبيل التلميح.. المرضى والمصابون يموتون بسبب الإهمال، حياة الناس أشبه بالجحيم، إن أردت نقل المريض إلى مركز الأشعة فتحتاج أن تمرر سرير السير على ممر خارجي مليء بالحفر والمنحدرات التي تجعل المصاب يصرخ بأعلى صوته من شدة الألم...!
بحثنا عن دكتور للوجه والفكين ودكتور آخر مخ وأعصاب، الإداري الأمني وكل الدكاترة والصحيين يقولون لا يتواجد دكتور ابحثوا عن مشفى آخر! نضطر إلى أن ننتقل إلى مستشفى الثورة ثم إلى المستشفى الفرنسي ثم المتوكل و.. و.. و.. ولا تجد دكتوراً ينقذ المصابين من نزيف الدماغ. آه ما أصعب أن يموت أحدهم بين يديك دون أن تجد دكتوراً أو مشفى يحتويك..! حتى أرشدنا سائق تاكسي إلى أحد المستشفيات الخاصة لقد كان أهون من كل المستشفيات بصنعاء على الأقل في توفير الدكاترة والخدمات الأخرى.. أما عن الأسعار فلم نتحاسب بعد..!
يتخرج من اليمن ما يقارب 5 آلاف دكتور من مختلف الجامعات سنوياً، أين يذهبون؟! لا ندري! القطاع الصحي في صنعاء يموت ويموت، وقياداته تحمل العدوان السبب في ذلك...! الشعب اليمني يموت في المستشفيات والدكاترة لم يعودوا يكترثون لذلك بعد أن عمت رائحة الموت أرجاء اليمن وحطم فلوبهم استمرار الحرب والحراف!
إن اليمن ليس وطناً نعيش فيه، وإنما وطن يعيش فينا..!

أترك تعليقاً

التعليقات