كنا علماءً
 

رشيد البروي

رشيد البروي / لا ميديا -

حين كانت ولازالت الأنظمة العربية لا تستطيع صناعة الملاخيخ، كنا نحن الأطفال نصنع ما نريد من ألعاب، فصنعنا السيارات وشكلنا السيكلات والمسدسات، وعملنا الأقواس والسيوف و... و... ومع الزمن تم قتل تلك الروح الابتكارية في أطفالنا حتى أصبحوا يلهثون خلف الجوالات منذ نعومة أظفارهم، وصار أذكى طفل فينا هو من يتقن لعب البوبجي..!
من منكم يتذكر تلك الأيام التي حولنا فيها الحديد إلى سياكل يدوية نلعب فيها في المناطق الريفية المتعرجة، وصنادل الحمامات التي قطعناها وشكلناها إطارات متفاوتة الأحجام والأشكال؟ لازلت أتذكر كيف صنعت أنا وصديقي إطارات من حديد لسياكلنا الجميلة، وكنا نفخر بها على كل الأصدقاء...!
من منكم يتذكر تلك الدبات البلاستيكية وعلب الزيت الحديدية التي حولناها إلى ألعاب صغيرة، فصنعنا الشيولات والقلابات، وتفنننا في إتقان صناعتها كما لو كنا مخترعين حقيقيين! كم كنا بحاجة لمعاهد تقنية وورشات تأهيلية لدعم طفولتنا، ولو تم ذلك لكنا اليوم منافسين للصين وغيرها من الدول..! لا أنسى كيف كنا نتنافس في صناعة الأقواس الحديدية لصيد العصافير، وتلك السيوف الخشبية للمبارزة، كيف كان الأصدقاء يتفننون في صناعة تلك الأقواس والألعاب الطفولية الجميلة..! 
لم تكن الفلوس هي الحاجز بيننا وبين شراء تلك الألعاب من البقالات، وإنما كانت طفولتنا ممزوجة بالابتكار والاختراع. لقد كنا علماء ونحن صغار، فطرتنا فطرة اختراعية مصنعة، فمن تلقاء أنفسنا اخترعنا تلك الأشياء، التي لم نعد نراها عند أطفال اليوم..!

أترك تعليقاً

التعليقات