ما يقهر القلب!
 

رشيد البروي

رشيد البروي / لا ميديا -

الذي يقهر القلب، لما أخوك يقاتل ويستبسل ويتجرع مرارات الموت في كل لحظة، وأنت جالس تتشدق وتبقبق وتفتح فاك على المقاتلين في كل الجبهات!
لما صديقك انطلق وترك دراسته وعائلته وقبيلته وحمل بندقه إلى جبهات القتال فصعد الجبال وأكل الرمال وذاق أصناف المشقة والأهوال، وأنت تلبس الجينز وتفصع بمؤخرتك داخل الحارات والحدائق، وعادك تحرض الناس على التكاسل والخذلان وعلى أن هذه الحرب حرب مصالح وأن الفساد ملان البلاد..!
لما ابن عمك وابن قبيلتك ومعظم شباب قريتك استشهدوا واحدا تلو الآخر وعشرات الأسر قاتلت حتى أفنت أبناءها ويتمت أولادها ورملت نساءها من أجل صون عرضهم وعرضك، وكرامتهم وكرامتك، وأنت مازلت تتخبط بعد 6 سنوات تبحث عن أي بعسسة تصطادها وتتفقعس بها كالذباب الذي لا يقع إلا على القاذورات..!
لما تشوف الجرحى ومقابر الشهداء ودمعات الأطفال والفقراء والمساكين صامدين صابرين متحملين انقطاع الرواتب وانعدام الخدمات الأساسية للعيش من أجل كسر من كسروا شعبك وكسروا أباك وجدك وأنت تدعمم وكأن الأمر لا يعنيك.
لما عيسى الليث يشحب ويفتجر حلقه ورجال الرجال في الجبهات يتقارحون كالصواعق بالأشعار والقصائد، وأنت جالس تسمع حمود السمة وصلاح الأخفش ومركب السماعات ليل نهار دون أن تلتفت مرة واحدة إلى ما نحن فيه..!
لما تشوووف ابن حارتك بلعته صحراء مأرب وابن جدتك أكلته جبال جيزان وعسير وزميلك ذاق الشهادة، وأنت مازلت خارج نطاق التغطية مكفل كأنك لا تعرف أننا نعيش في حرب عمرها 6 سنوات؟!
شرف لنا أن نأكل التراب ونظل في فقر مدقع وبطالة طوال أعمارنا، بل نظل عزبان دون زواج، على أن نكسر بني سعود ومن خلفهم ومن معهم من اللُقطاء والساقطين..!

أترك تعليقاً

التعليقات