أسوأ استغلال!
 

رشيد البروي

رشيد البروي / لا ميديا -
أن تعاني من البطالة شيء طبيعي؛ لكن الشيء غير الطبيعي أن تحصل على فرصة عمل وصاحب العمل يطلب منك ضمانة، وأنت لا تستطيع أن توفر هذه الضمانة، فتضطر أن تعيش بلا عمل؛ فهذه ليست بطالة، هذا تعسر ولادي!
الكثير من المؤسسات والكثير من أرباب الأعمال يضعون شروطاً تعجيزية أمام العاملين، ولا يلبي شروطهم إلا من له علاقات كبيرة، أما الفقير الذي حالته حالة وليس له أقارب ولا إخوة ولا أصدقاء يوفرون له ضمانة فيظل يعيش طوال حياته فقيرا. وعلى هذا الحال يستمر الفقراء فقراء، والأثرياء أثرياء.
في اليمن فقط تطلب المؤسسات والشركات والمحلات البسيطة من المتقدمين للعمل تقديم ضمانات فيها شطحات ليست معقولة، خصوصاً ونحن نعيش في بيئة مضطربة لم يعد القريب قادراً أن يضمن قريبه والأخ أخاه؛ خوفا مما ستؤول إليه الأمور في ظل هذا الوضع المزري.
والذي «يفلج» القلب أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تهتم بتوفر صيغ عقود ضمانات لتلك المؤسسات والشركات حسب ما تريده المؤسسة لا حسب التوازن بين حقوق وواجبات العمالة وحقوق وواجبات المؤسسة.
إحدى المؤسسات التأمينية في صنعاء مثلاً لديها 2000 موظف، راتب كل موظف 40 ألف ريال يمني، مع دوام يومي ودون أي حوافز أو مساعدات أو إكراميات حتى في الأعياد والمناسبات... هناك استغلال كبير للعمال والموظفين بشكل لا يحصل في أي بلد. ودائماً ما أجد كل يوم شباباً عاطلين عن العمل بسبب عجزهم عن توفير ضمانة ملغمة بحزمة شروط يرفضها كل من يطلع عليها ويريد أن يضمن شخصاً آخر.
من المسؤول عن هذا يا قوم؟! إلى متى سيظل شبابنا لقمة سائغة لكل من هب ودب من الاستغلاليين؟! وإلى متى سيظل شبابنا يحصلون على لقمة عيش مغمسة بالذل والإهانة، سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص؟!
لهذا ندعو أرباب الأعمال إلى الرفق قليلا بالشباب، وأن يخففوا ضغوطهم وشروطهم التعجيزية هذه، فهذه الشروط هي ما يجبر وأجبر الكثير من الشباب على ترك بلادهم مهاجرين، فيما البعض نجدهم مصابين بحالات نفسية، والبعض الآخر ينتقم من الوطن باللجوء إلى الارتزاق أو تهريب المخدرات أو القتل أو الانتحار... ولا وحول ولا قوة الا بالله!

أترك تعليقاً

التعليقات