محمد الفرح

محمد الفرح / لا ميديا -

إلى الإخوة الثوار في السودان!
أما بعد، فإن من المعايير الهامة التي يقاس بها نجاح أي ثورة هو خلاصها من الوصاية وتحررها من أيادي الأمريكيين و"الإسرائيليين" وأذنابهم، فهم أرباب الاستعمار. وغير ذلك فليست ثورة، وإنما هي امتداد للماضي المظلم وتحديث لمعاناة جماهيرها من جديد، وخيانة لدماء شهدائها ومساومة بكرامة ومعيشة شعبها العظيم.
ولا تحتاجون إلى التذكير بأنهم من يصنعون معاناة الشعوب وينهبون خيراتهم ويكممون أفواههم. وفي هذا السياق هم من أثقلوا كاهل الشعب السوداني بالمشاكل والقروض ونهبوا خيراته، وهم من بعثروه ومزقوا وحدته ودمروا مقدراته وفتتوا نسيجه المترابط.
إن من تجليات انعتاق الثورات من أغلال الأمريكيين و"الإسرائيليين" هو التصادم مع مشاريعهم والرفض لمؤامراتهم ومباينة عملائهم. وغير ذلك فهي ثورة مخترقة، وبنيانها هش، والأمور ببداياتها.
إن ثورة ليس في أولوياتها أن تعيد أبناءها من اليمن وتصحح ما أخطأ فيه مجرموها ليست ثورة ولا يصح تسميتها بثورة مادامت عاجزة عن صيانة دماء أبنائها، فبقاؤهم ومشاركتهم في سفك دماء إخوانكم اليمنيين يدل على أن المتحكم في القرار هو الأمريكي و"الإسرائيلي" ويؤكد أن أيادي الأعداء مازالت هي التي تمسك بزمام الأمور وتتحكم في البدائل، ولا فرق بين سالف الأيام وقادمها، وربما ولا سمح الله تجدون الثوار الحقيقيين يوماً ما في زنازين النظام الجديد القديم!
خذوا العبرة مما حصل في مصر وكيف عملوا عبر السعودية والامارات بالثوار الحقيقيين وكيف أودعوهم السجون.
خذوا العبرة من ليبيا وأريتريا، وخذوا الدرس من ثورة اليمنيين التي عمل الأمريكان عبر أدواتهم وبكل الوسائل لاحتوائها واختراقها بدءاً بإعلان الجنرال علي محسن انضمامه إليها مروراً بالمبادرة الخليجية إلى غيرها من محطات التآمر على الثورة اليمنية، وعندما فشلوا بفضل وعي هذا الشعب وإدراكه لعدوه الحقيقي عمدوا إلى شن عدوان ظالم كان نظام البشير جزءاً منه عندما زج وللأسف بآلاف الجنود السودانيين في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، خدمة للأمريكيين و"الإسرائيليين" وعملائهم.
ختاماً، إن المجلس العسكري السوداني اليوم أمام محك خطير واختبار عصيب؛ فإما أن يسحب جنوده من اليمن، وإلَّا فإنه نسخة من نظام البشير وإن اختلفت الوجوه وتغيرت الأقنعة، وسيلفظه الشعب ويلعنه التاريخ كالذين سبقوه... والسلام.

أترك تعليقاً

التعليقات