الأمور بخواتيمها
 

إيهاب زكي

إيهاب زكي / لا ميديا -
لله درّك مجنوناً أتى رَشَداً
لأمّةٍ قتلتها حكمة الخَوَرِ
يتصارخ القردة ويتقافزون أنّ هناك مجنوناً في لبنان، وكل هذه الاعتداءات تحدث بسببه، ولا تحدث في عواصم أخرى لأنّ فيها حكماء حدّ الخوَر والانبطاح والاستسلام.
ولكن لو قمنا بتفكيك المشهد، سنرى أنّه لا حقيقة سوى علو كعب حزب الله.
لا يمكن فهم هذه الاعتداءات إلّا باعتبارها صدىً للألم الصهيوأمريكي من فعالية الجبهة اللبنانية وخطورتها.
لا يمكن فهم رمي كل هذه الأوراق الخطرة جداً دفعةً واحدة، إلّا أنّها استدراجٌ للحزب إلى حربٍ إقليمية بشروطٍ «إسرائيلية» وميدانٍ «إسرائيلي»، وتوقيتٍ «إسرائيلي».
الحزب لن يخوض حرباً «إسرائيلية» التوقيت والميدان، وفي الوقت ذاته لن يجعل يدها طليقة، ونثق أنّه قادرٌ على تحقيق هذه المعادلة.
التحدي القائم أنّ الكيان، وخلفه أمريكا، يريدون إعادة المستوطنين إلى الشمال، وفصل الجبهة اللبنانية عن جبهة غزة، فهل حقق هذا العدوان وما سيأتي من اعتداءات هذين الهدفين؟! قطعاً لا ولن يتحققا قطعاً.
هذه الاعتداءات عبارة عن محنة، حولها الحزب إلى منحة، حيث سدّ الثغرات الأمنية واستدراك عسكري وأمني واستثمار سياسي محلياً وإقليمياً ودولياً، ولنا فقط أن نتخيل أنّ الكيان لعب هذه الأوراق في خضمّ حربٍ شاملة.
هناك آثارٌ معنوية قاسية لا شك على بيئة المقاومة محلياً وعربياً وإسلامياً، ولكن هل يستطيع الحزب المراهنة على صلابة بيئته ورفعة معنوياتها؟! وهل يستطيع المراهنة على ثقتها به وبقيادته أخلاقياً أولاً قبل الثقة بالقدرات والقوة؟! الحقيقة، نعم، يستطيع.
لذلك فالأمور بخواتيمها، وما زلنا في الصفحة الأولى، ولن يُغلق الكتاب إلّا بالنصر المحتوم.
حتى اللحظة يبدو أنّ الحزب يستنزف الكيان عسكرياً وأمنياً وسياسياً، حيث إنّ الكيان يُرهق نفسه برمي جميع أوراقه فوق الطاولة، من قصف عشوائي إلى استهدافات وصولاً للتصريحات السياسية والعسكرية واضحة النشوة، حدّ أن يقول غالانت: دمرنا ما بنى الحزب على مدى عشرين عاماً، ويقول الجيش إنّه دمر 50% من قدرات الحزب، وهذا ينم عن الصلف والكذب البواح، وهذه استراتيجية فعالة، حيث تجعل بصبرك عدوك تحت وقع نشوته الكاذبة، أن يسارع للدخول إلى الفخ.
فانتظروا إنّا من المنتظرين.

كاتب وباحث فلسطيني في الشؤون السياسية

أترك تعليقاً

التعليقات