التاريخ والكتب السماوية تشهد:اليمن أعظم وطن في العالم
- الشحات شتا السبت , 4 مـارس , 2023 الساعة 6:54:59 PM
- 0 تعليقات
الشحات شتا / لا ميديا -
ليس التاريخ فقط شهد لليمن بأنها أم كل الحضارات، وقاهرة كل الغزاة، وشعبها الحضاري أصيل وشامخ وصامد في البطولات، بل أيضا الكتب السماوية شهدت لليمن. ولأنني مهتم كثيرا بالشأن اليمني، وكتبت مئات المقالات عن اليمن، فإنني أواصل كتاباتي عن اليمن بعد البحث في الكتب السماوية عن اليمن.
1 - إذا سألت الكتب السماوية عن أعظم حضارة، ستقول لك: اليمن. إذا سألت التاريخ عن أعظم حضارة سيشهد أنها حضارة اليمن. إذا سألت كل الحضارات السابقة والحالية: من هي الدولة العصية على كل الغزاة؟ سيشهدون أنها اليمن. عاش اليمن مقبرة لكل الغزاة. قبل أربعة أعوام كنت أعلم أن اليمن مقبرة الغزاة، وبلد الحكمة والإيمان والعلم والحضارة؛ لكني بعدما قرأت "العهد القديم"، المعروف بـ"التوراة"، ومزامير داوود، والإنجيل، وجدت أن اليمن لم يُذكر في القرآن فقط، بل في كل الكتب السماوية، وحينها حمدت الله أنني متضامن مع أعظم وطن في العالم.
2 - شهادة "العهد القديم" (التوراة) لليمن:
ذُكرت مملكة سبأ في الكتاب المقدس، في "العهد القديم"، في إشارة إلى زيارة ملكة سبأ إلى الملك سليمان، وتعبيرها عن إعجابها بحكمته التي وهبه الله إياها، وقدمت إليه الهدايا الثمينة... نقرأ في سفر الملوك الأول من "العهد القديم": "وَسَمِعَتْ مَلِكَةُ سَبَا بِخَبَرِ سُلَيْمَانَ لِمَجْدِ الرَّبِّ، فَأَتَتْ لِتَمْتَحِنَهُ بِمَسَائِلَ. فَأَتَتْ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِمَوْكِبٍ عَظِيمٍ جِدّاً، بِجِمَالٍ حَامِلَةٍ أَطْيَاباً وَذَهَباً كَثِيراً جِدّاً وَحِجَارَةً كَرِيمَةً. وَأَتَتْ إِلَى سُلَيْمَانَ وَكَلَّمَتْهُ بِكُلِّ مَا كَانَ بِقَلْبِهَا. فَأَخْبَرَهَا سُلَيْمَانُ بِكُلِّ كَلاَمِهَا. لَمْ يَكُنْ أَمْرٌ مَخْفِيّاً عَنِ الْمَلِكِ لَمْ يُخْبِرْهَا بِهِ. فَلَمَّا رَأَتْ مَلِكَةُ سَبَا كُلَّ حِكْمَةِ سُلَيْمَانَ وَالْبَيْتَ الَّذِي بَنَاهُ وَطَعَامَ مَائِدَتِهِ وَمَجْلِسَ عَبِيدِهِ وَمَوْقِفَ خُدَّامِهِ وَمَلاَبِسَهُمْ وَسُقَاتَهُ وَمُحْرَقَاتِهِ الَّتِي كَانَ يُصْعِدُهَا فِي بَيْتِ الرَّبِّ، لَمْ يَبْقَ فِيهَا رُوحٌ بَعْدُ. فَقَالَتْ لِلْمَلِكِ: صَحِيحاً كَانَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْتُهُ فِي أَرْضِي عَنْ أُمُورِكَ وَعَنْ حِكْمَتِكَ... وَأَعْطَتِ الْمَلِكَ مِئَةً وَعِشْرِينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ وَأَطْيَاباً كَثِيرَةً جِدّاً وَحِجَارَةً كَرِيمَةً. لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِثْلُ ذَلِكَ الطِّيبِ فِي الْكَثْرَةِ الَّتِي أَعْطَتْهُ مَلِكَةُ سَبَا لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ..." (سفر الملوك الأول 9).
3 - اليمن في مزامير داوود:
لم يشهد لليمن "العهد القديم" فقط، بل شهدت لها مزامير النبي داوود أيضا، بل إن الله استجاب دعاء النبي داوود حينما قال في المزمور 72: "مُلُوكُ تَرْشِيشَ وَالْجَزَائِرِ يُرْسِلُونَ تَقْدِمَةً. مُلُوكُ شَبَا وَسَبَأٍ يُقَدِّمُونَ هَدِيَّةً". وقد استجاب الله دعاء نبيه داوود، وجاءت ملكة اليمن إلى سليمان في فلسطين، وهذا يعد إعجازا علميا وغيبيا، فبعد مرور سنين تحققت نبوءة داوود وجاءت بلقيس إلى فلسطين وقدمت للملك سليمان هدايا عظيمة، وأهدى لها سليمان مئات الكتب.
4 - اليمن في الإنجيل:
قال المسيح عن اليمن: "مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ رِجَالِ هذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُمْ؛ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ ههُنَا" (إنجيل لوقا 11، الآية 31).
و"مَلِكَةُ التَّيْمَنِ" هنا تعني ملكة اليمن؛ لأن من يقف في فلسطين وينظر إلى اتجاه الشرق ستكون اليمن على يده اليمني في الجنوب الشرقي لفلسطين. ومن يقرأ الإنجيل أيضا سيعرف أن المسيح قال لتلاميذه إنهم سيدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر، أي أبناء يعقوب الاثني عشر. كما أنه قال أيضا إن "مَلِكَةُ التَّيْمَنِ" ستدين الملوك؛ لأن أغلب الملوك لم يؤمنوا بالله، مثل فرعون، أما ملكة اليمن فجاءت من أقصى "اليمين" إلى فلسطين لتؤمن بالله مع سليمان النبي.
5 - اليمن في القرآن:
ذُكرت اليمن في القرآن، وحملت سورتين من سور القرآن أسماء مناطق فيها، وهما سورتا "سبأ"، و"الأحقاف". سبأ امتدت من مأرب شمالاً إلى شبوة شرقاً، والأحقاف في حضرموت شرقاً، ووصف الله اليمن بأنها "جنة" و"بلدة طيبة"، ولم يطلق على أي أرض هذا الوصف في القرآن غير اليمن. وذكر القرآن أيضا: "لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ" (سورة سبأ، الآية 15).
6 - التاريخ يشهد بأن اليمن أصل كل الحضارات:
يُجمع معظم مؤرخي العالم العربي على أن اليمن عرفت حضارات قديمة تعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد. أما فعليا فالتاريخ القديم لليمن يرجع -بحسب كتب التاريخ- إلى الألف الثاني قبل الميلاد، مروراً بظهور مملكة سبأ (في اليمن) التي تُعتبر الركن الأساسي للتاريخ اليمني القديم، وكانت مأرب عاصمة لها. كما كان يُطلق على اليمن قديماً اسم "اليمن السعيد"، نظراً لما عرفته هذه الدولة من ازدهار مقارنة مع دول الجوار في ذلك الزمان.
ويعتبر المؤرخون أن اليمن صدّر مجموعة حضارات توزعت على العالم العربي بجهاته كافة خلال العصور المختلفة. ويعتبر المؤرخون أيضا أن من اليمن خرجت حضارات استوطنت عدة دول عربية، كالعراق ومصر وشمال أفريقيا. ومن الحضارات القديمة في اليمن: مملكة معين، حضارة حضرموت، مملكة حمير، ومملكة أوسان، وممالك أخرى، كمملكة هرم ومملكة كمنة ومملكة السوداء ومملكة أنابة... وهذه الممالك ساهمت في إنشاء الدولة اليمنية المركزية في نهاية القرن الثالث الميلادي.
7- هنيئا لك أيها اليمن، يا من شهد لك التاريخ والكتب السماوية. قلتها في بداية العدوان: لو لم أكن يمانياً لوددت أن أكون يمانياً، ولو لم أكن حوثياً لوددت أن أكون حوثياً. واليوم أواصل فخري واعتزازي باليمن، أم الحضارات ومقبرة الغزاة ويمن التاريخ ويمن الكتب السماوية ويمن الانتصارات والإنجازات والمعجزات ويمن الصبر والصمود والثبات الذي قهر كل دول العدوان على مدى ثمانية أعوام.
كـاتب مصــري
المصدر الشحات شتا
زيارة جميع مقالات: الشحات شتا