لماذا انتصرت ثورة اليمن؟
 

الشحات شتا

الشحات شتا / لا ميديا -
في ذكري «الربيع العربي» أريد أن أذكر شعوبنا العربية لماذا انتصرت ثورة اليمن بينما فشلت الثورات الأخرى؟ الإجابة معلومة، وهي أن ثورة اليمن حررت اليمن من الوصاية الأمريكية، ولذلك انتصرت وهزمت أمريكا وحلفاءها وشركاءها ومرتزقتها وإرهابها وأعرابها على مدار سبعة أعوام. أما الثورات الأخرى فقد فشلت لأنها لم تخلص أوطانها من الوصاية الأمريكية التي لا تزال مستمرة فيها.
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
هذه كلمات الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، لكنها طبقت في اليمن، فقد أراد الشعب اليمني الحياة فاستجاب له القدر وتحرر من وصاية أمريكا، ولم تنجح أمريكا في تعيين من يحكمون اليمن كما تفعل في الدول العربية الأخرى، حيث تعين الحاكم والوزراء ورؤساء الحكومات. ورغم استمرار العدوان الأمريكي المتواصل على اليمن منذ سبعة أعوام، لكن سينجلي الليل وينكسر القيد، وسوف يأتي اليوم الذي تستسلم فيه أمريكا وترضخ وتعلن هزيمتها أمام الشعب اليمني الذي رفض أن يكون ذليلاً لأمريكا كباقي شعوب الأمة التي تكبلها الوصاية الأمريكية.
يا شعوب أمتنا، لا تسألوا الطغاة عملاء الأمريكان لماذا طغوا عليكم؟! لكن اسألوا أنفسكم لماذا ركعتم؟! لماذا قبلتم بالخضوع والركوع والخنوع لوصاية أمريكا؟! فلو لم تخضعوا لوصاية أمريكا لكنتم الآن أحراراً كباقي دول العالم. انظروا إلى إيران التي تخلصت من وصاية أمريكا كيف استطاعت أن تصعد وتصل إلى مصاف الدول العظمي في العالم. انظروا إلى كوريا الديمقراطية، انظروا إلى كوبا، انظروا إلى فنزويلا... وإذا لم تتخلصوا من وصاية أمريكا فسوف يطغى حكامكم عليكم أكثر فأكثر.
أمريكا أفشلت ثورة مصر، لأنها كانت تشارك فيها منذ بدايتها، وكان لها أجنحة مثل بعض قادة المجلس العسكري المصري وجماعة الإخوان المسلمين، ولذلك سقط مبارك الذي كان يريد توريث الحكم لابنه، لكن بعد تولي الإخوان الحكم في مصر، أسقطت أمريكا حكمهم وجاءت بنظام مبارك لكن بوجه جديد وهو السيسي والذي يحكم مصر بالحديد والنار.
أمريكا أفشلت ثورة السودان وجاءت بعسكر التطبيع الذين يتلقون أوامرهم اليومية من «تل أبيب» ويرسلون الوفود ليسألوا الصهاينة ماذا سنفعل اليوم وغداً، ويقوم الصهاينة بتوجيههم حيث شاؤوا.
أمريكا انقلبت على ثورة تونس وقضت على الحرية تماما واستخرجت شهادة وفاة «الربيع العربي» في تونس بتحكم قيس سعيد في كل شيء وحله البرلمان وتدخله في القضاء، والآن أستطيع أن أقول إن هذه الشعوب لن تتحرر إلا إذا تخلصت من وصاية أمريكا أولاً.

أترك تعليقاً

التعليقات