الشحات شتا

الشحات شتا  / لا ميديا -
في عملية إعصار اليمن الثالثة اختارت قيادة اليمن الحكيمة المكان والزمان المناسبين لهذه الضربة، أثناء تواجد رئيس كيان الاحتلال الصهيوني في أبوظبي، فقاموا بقصف العمق الإماراتي، ليسمع أصوات الصواريخ البالستية وهي تمرق من فوق رأسه بدويّها الذي هزّ كيانه حتى صُمّت أذناه بدويّ الانفجارات المفزعة.
وكان هذا القصف رسالةً لـ«ابن زايد» مفادها أن الكيان «الإسرائيلي» لن يستطيع حمايتك، ولو كان رئيسه بجوارك بائتاً.
لقد كان اختيار القيادة اليمنية لهذا التوقيت اختياراً صائباً، ويمكن أن نستنتج منه بعض النقاط الهامة، مثل:
1. أنصار الله يؤكدون للإمارات أنها بعد التطبيع والخنوع المذل لصهيون صارت منطقة غير آمنة.
طبّعت الإمارات مع العدو «الإسرائيلي» كي تحظى بحمايته، وتنازلت عن عروبتها العزيزة لتعتز بـ«إسرائيل» الذليلة. وشنت عدواناً على اليمن مستمراً للعام السابع على التوالي، من أجل أن تحمي أمن ومصالح الكيان «الإسرائيلي» الغاصب، وسلّمت جزراً يمنية لقوات الاحتلال «الإسرائيلي» ليتخذ منها قواعد عدائية تستهدف دول وشعوب المنطقة، مثل جزيرة «بريم/ ميون» في مدخل باب المندب، وجزيرة «سقطرى» الاستراتيجية في المحيط الهندي...
لم تترك الإمارات شيئا إلا وفعلته لـ«إسرائيل». في المقابل ظهرت «إسرائيل»، العاجزة عن حماية نفسها، عاجزةً -كأمر بديهي- عن حماية الإمارات ومنع تساقط الصواريخ البالستية عليها.
وفي «إعصار اليمن الأولى» أصابت كل الصواريخ اليمانية، وكل المسيرات اليمانية، أهدافها بدقة عالية، دون أن يتمكن «الإسرائيلي» من فعل شيء لمنع ذلك.
وفي «إعصار اليمن الثانية» أيضاً لم تستطع «إسرائيل» الغاصبة أن تحمي الإمارات من الصواريخ والمسيرات اليمنية.
واليوم كما يبدو، تعمد أنصار الله قصف الإمارات في ظل تواجد رئيس الكيان «الإسرائيلي»، ليبلغوه رسالتهم بأنه أعجز من ذي قبل عن حماية الإمارات، ويضعونه في موقفٍ محرج دولياً، وكي يقولوا للإمارات إن الكيان «الإسرائيلي» لا يملك لكم حولاً ولا قوةً ولا قبةً حديدية أو خشبية، وأن تطبيعكم مع العدو «الإسرائيلي» لا ولم ولن يحميكم، بل سيعرّض أمنكم كل يوم للخطر أكثر.
وقصف الإمارات أثناء تواجد رئيس الكيان فيها هو إهانة لرئيس الكيان قبل أن يكون إهانة للإمارات.
2. «التالتة تابتة» كما يقولون في مصر. ودائما ثالث شيء يكون هو الثابت والقوي. وأعتقد أن الضربة الثالثة في «إعصار اليمن الثالثة» ستكون مدمرةً وستغير خارطة المنطقة.
والأمر المؤكد أن رئيس الكيان الصهيوني نام ليلته في الملجأ، وربما لن يتذوق النوم أبداً، وستكون أكثر الليالي سواداً في تاريخه.
أعتقد بعد «إعصار اليمن الثالثة» سيبدأ المستثمرون ورؤوس الأموال العالمية بمراجعة موقفهم في الإمارات، وربما البدء في الانسحاب التدريجي إن لم يكن المتسارع، وهذا كفيل بإعادة الإمارات عدة عقود زمنية إلى الخلف.
3. كل من سيدين هذه الضربة اعرفوه بأنه صهيوني خائن عميل.
غداً ستتوالى الإدانات من حكومات السفراء الأمريكيين في الدول العربية ومن أنظمة الخيانة والتبعية. لكن كل من سيدين هذه العملية ستسجله الشعوب العربية في قائمة العار، لأن شعوب الأمة العربية رحبت بهذه العمليات النوعية واحتفلت بها فرحاً، لاسيما في ظل تواجد رئيس الكيان الصهيوني.
4. رئيس الكيان يحيّي السعودية على سماحها بمرور طائرته من فوق الأراضي المقدسة (مكة المكرمة).
كان رئيس كيان الاحتلال سعيداً جداً لمروره من فوق السعودية، وأثناء ذلك قال قبطان الطائرة لرئيس الكيان: «نحن الآن فوق المملكة العربية السعودية. نحن نصنع التاريخ! قريبا سنطير فوق العاصمة».
فيما يظهر الرئيس «الإسرائيلي» هرتسوغ وهو ينظر إلى الأراضي السعودية، مجيبا: «بدون شك، إنها حقاً لحظة مؤثرة للغاية».
ونحن نعلم أن السعودية والإمارات يخوضون عدواناً مدمرا علي اليمن لتنعم «إسرائيل» بالأمان.

أترك تعليقاً

التعليقات