دود الخل منه وفيه
 

وائل إدريس

وائل إدريس - كاتب يساري ليبي -

نقد "الثني" في شخصه تسطيح للإشكالية، وبعضه لأسبابه الشخصية يحاول أن يجعل المشكلة زلة لسان لرئيس حكومة لا يمثل إلا نفسه وأسرته الصغيرة.
الثني وكل حكومته هم مجرد موظفين عند حفتر، ليس أكثر من ذلك، كل ما يصدر عنه يمكنك ببساطة أن تتجاوزه والذهاب في نقد حفتر مباشرة.
هل يمكن أن تتوقع أن يكون موقف الطلحي أو أبوزيد في فترتي رئاستهما للحكومة لا يعبر عن مواقف القذافي، اللهم إلاّ إذا تم إبعاده أو طرده بسبب هذا التجاوز الذي لا يمثل سلطته؟!
خذ مثلا، حامد الحضيري، سفير ليبيا إلى فرنسا في عهد القذافي، عندما دعمت فرنسا جيش حبري في تشاد وقصفت طائرة ليبية بصاروخ "ستينغر" الأمريكي في سبتمبر 87، هدد الحضيري فرنسا بأن الدول التي تسكب البنزين على النار ستحرق نفسها في النهاية، وعلى الشعب الفرنسي أن يعرف أن هذا الوضع قد ينتهي بشكل درامي.
اليوم حامد الحضيري تحول إلى مبعوث للسرَّاج في فرنسا، فهل يستطيع أن يقول حرفاً واحداً ضد فرنسا رغم كل الدعم الفرنسي السابق والحالي لحفتر؟!
عبد الهادي الحويج كان مسؤول منظمة الشباب، لا يرتقي إلى منصب مسؤول وزاري حتى في العهد السابق، لكن هل كان يجرؤ ويعلن أي موقف مرتبط بالتطبيع مع الكيان الصهيوني؟! لكنه عندما استلم خارجية حفتر أصبح ينادي بالتطبيع وذهبت الانتقادات له وكأنه يعد بتطبيع عائلته لا سلطة حفتر المستقبلية.
هذا لو تجاوزنا أنهم حتى لو مدحوا القذافي لن يغنيهم عن واقع ارتباطاتهم بالغرب شيئا، فمسألة انتمائهم للقذافي من خلال العلم ووضع صورته على بروفايل تجاوزها الزمن. أعرف من يضع صورة القذافي ويطبل للكيان الصهيوني، كما أن الإخوان الذين ينادون بالقضية الفلسطينية ومركزيتها كانوا في صف المشروع الغربي عام 2011، وإلى اليوم.
* كاتب يساري ليبي

أترك تعليقاً

التعليقات