دور إخواني للإمارات في ليبيا
 

وائل إدريس

وائل إدريس -

في يونيو 2015 تلقى المبعوث الأممي السابق برناردينو ليون، عرضا من دولة الإمارات بإدارة الأكاديمية الدبلوماسية، وكتب ليون إلى سلطان الجابر، وهو مسؤول إماراتي رفيع ووزير دولة، في رسالة بريد إلكتروني، بتاريخ 6 سبتمبر، تم إرسالها إلى "التايمز": "سأتجه اليوم لمدة 24 ساعة إلى أبوظبي. وسأعمل غدا مع زملائي في الأكاديمية الدبلوماسية، وسأكون دائما تحت تصرفك إذا كنت بحاجة إلى أي شيء مني".
قبل ذلك بأيام، جرى تنسيق بين جيفري فيلتمان وكيل الأمين العام والمسؤول الأمريكي السابق، والإماراتيين، في السماح لبرناردينو ليون بالتمديد لبضعة أسابيع ريثما يتم الاتفاق.
في 8 أكتوبر اختار برناردينو ليون، فائز السراج ليتولى رئاسة حكومة الوفاق الوطني، قبل أن تنتهي ولايته، ويغادرها إلى الإمارات نحو عمله الجديد.
رفض الإسلاميون وحكومة الغويل الصفقة التي تمت وجلبت السراج واتفاق الصخيرات بعدها بشهرين، ولكن موافقة قيادات مصراتة عليها أضعفت موقفهم، حتى تمت الإطاحة بالجماعة الإسلامية المقاتلة في صيف 2017 من مليشيات طرابلس المدعومة من الإمارات.
في السنوات الأخيرة تراجعت قطر وابتعدت عن لعب دور في ليبيا مقابل تواجد إماراتي كامل في غرب وشرق ليبيا، تم بالتنسيق مع الأمريكيين في عدة مراحل.
ما أراه أن الدور الذي لعبته جماعة الإخوان وقطر من عام 2011 إلى عام 2015، في المنطقة، كوكيل للغرب، أصبح مسنودا للإمارات، بعبارة أخرى تستطيع أن تقول إن الدور الوظيفي الإماراتي هو ذاته الدور الإخواني السابق، إذا أغفلت عن هذا فأنت لازلت تسير في سياق الربيع العربي مهما ادعيت باليسارية والقومية.
* كاتب يساري ليبي

أترك تعليقاً

التعليقات