جيش لا وطني
 

وائل إدريس

وائل إدريس  / #لا_ميديا -

لفظ "الجيش الوطني" ليس بالجديد، كان قد تم إطلاقه من قبل المخابرات الأمريكية على المجموعة التي أسستها من أفراد الجيش الليبي المنشق بعد أسرهم في حرب تشاد، وعملت على تدريبهم في معسكراتها وتسليحهم، بقيادة "مارشال الوطنيين الخضر" خليفة حفتر، لتفريقهم عن الجيش الليبي الذي كان بإمرة العقيد معمر القذافي، والذي كان يقاتل الأمريكيين والفرنسيين عبر وكلاء من حسين حبري إلى حفتر حتى فشل مشروعهم وسقط بدخول إدريس دبي وتهريب كامل المجموعة من المخابرات الأمريكية إلى أمريكا.
لاحقا بعد 2011 أعيد إنتاج الاسم ذاته لتفريقه عن الجيش الليبي، إلا أن الخلافات بين عبدالفتاح يونس وحفتر، منحت قيادة هذا الجيش الوطني تحت هذه الصفة لخليفة حفتر من جديد، حتى انتهت، وتم إقصاء أطراف داخلية جزء منها قبلية، لصالح حلف قبائل معينة على رأسها مصراتة مع مجموعات مختلطة من الإسلاميين، من خلال قطر التي حملت على نفسها دعم الإخوان وحلفائهم من القبائل الأخرى، واستبعدوا حفتر والقبائل الأخرى والذين لم يكن لديهم مشكلة مع قطر سوى أنها أبعدتهم.
لاحقا، ما بعد 2014 بدأت السياسة الأمريكية تتغير نحو الطرف الإماراتي السعودي في المنطقة، وأعيد إطلاق الجيش الوطني على المجموعة التي دربتها أمريكا بعد اغتيال سفيرها في بنغازي، تحت قيادة خليفة حفتر، من جديد، وانضمت له قبائل المنطقة الشرقية التي لم يكن لديها مشكلة مع المليشيات، بل مع مليشيات تابعة لقبائل الغرابة الليبيين حصرا، ولكونهم استبعدوا من المشهد فكان حفتر يمثل مشروعهم، فقاتلوا ولازالوا يقاتلون معه إلى اليوم، وفي أثناء ذلك انضم له مجموعة من القيادات العسكرية من الخضر أو جزء من قبائلهم والحركة الوطنية، فالحركة وطنية أسست في المهجر، وحاولت تشكيل قوة عسكرية تحت مؤتمر المدن والقبائل في ورشفانة، إلا أن خلافات قبلية أفشلت ذلك مع هزيمة جيش القبائل الذي كان صغير العدد، وهنا وجدوا في حفتر ضالتهم للعودة إلى ليبيا والعودة لمكتسباتهم السابقة، بينما بعض القيادات العسكرية كانت في البداية تنحصر عند قبيلة المقارحة خوت الجد للفرجان الذين ينتمي لهم حفتر، ثم انضم عدد آخر نظير حاجة حفتر لهم وتوسع خريطة المعارك في ليبيا، وطبعا تحت مسمى الجيش الوطني.
هذا المصطلح يعاني استشعار جيشه وقيادة جيشه بانعدام الوطنية وانتمائهم للغرب والمشروع الغربي، لذلك لزم أن يذكر بهذه الصفة، وكأن المفترض من الجيش أن يخضع لاحتمال آخر غير أن يكون خادم مصالح الشعب والوطن.
تذكر ذلك كلما جئت على ذكر الجيش اضغط على لسانك بـ"أل التعريف"، وأضف الوطني حتى تنسى من يمولك ويقاتل معك من القوى الغربية ووكلائها.

* كاتب يساري ليبي

أترك تعليقاً

التعليقات