الثورة المغدورة (الحلقة 6)
 

عبدالله الأحمدي

منذ اللحظة الأولى لانطلاق حركة الجيش، التي سميت في ما بعد ثورة 26 سبتمبر، بدأت المؤامرة لإجهاض هذه الحركة. 
أول خيوط هذه المؤامرة قتل دينامو الثورة الشهيد علي عبد المغني، على أيدي المرتزقة، في حريب مأرب، ويشكك البعض بأن وراء مقتله أسرة إقطاعية في منطقته اعتبرت صعوده إلى الواجهة تحدياً لها. 
ثم توالت المؤامرات حين تم حظر تنظيم الضباط الأحرار المفجر للثورة، وأداتها التنظيمية القائدة، وكان هذا تحت يافطة منع الحزبية، وتركت الثورة بدون قيادة. 
وأكبر المؤامرات التي حيكت ضد الثورة هو صعود المشائخ إلى واجهة الثورة كمشائخ ضمان بدرجة وزراء. 
لقد كان معظم المشائخ وقبائلهم مجمهرين نهاراً، ملكيين ليلاً، وكان ذهب بني سعود يخطف أبصارهم، ويلعب بعقولهم. 
لقد كان لمصر عبد الناصر الدور الأكبر في استمرارية الثورة، ولولا جيش مصر العروبة لانتهت الثورة في أسابيعها الأولى، مثلها مثل ثورة 48 التي وأدتها القبائل الإمامية النهابة. سيقول بعضكم إن الثورة انتصرت في السبعين يوماً، وسأرد عليكم، بأنها انتصرت بالجيش الذي بناه الرفاق المصريون، وبمساعدة الطيران الروسي والسوري. 
8 سنوات من التآمر السعودي الرجعي الامبريالي على الثورة اليمنية، حتى أوصلونا إلى اتفاقية الاستسلام في العام 1970م، حيث كانت الرجعية السعودية مهدت لذلك بعودة أنصاف الجمهوريين الذين كان السلال قد نفاهم إلى القاهرة. عادوا في انقلاب 5 نوفمبر 1967م الذي لم ينجز مهمته إلا في أغسطس 1968م بالانقلاب على صناع نصر السبعين، وذبحهم بالشوارع، وإدخالهم السجون، وتشريدهم، ليخلو للانقلابيين التفرد بضرب الثورة والجمهورية، والزواج بالملكيين بعقد سعودي/ أمريكي، وهنا يمكن القول: إن مسرحية الثورة والجمهورية قد انتهت. 
بعد استيلاء جماعة السعودية ومشائخ الإقطاع على الحكم، وإفراغ الجمهورية من مضامينها الوطنية، أعاد شيوخ القبيلة توزيع، وتموضع الجندرمة، والمليشيا القبلية، على مراكز المديريات في محافظات أهل الذمة، ليعسكروا، ويتعسفوا المواطنين، كما كانت عادتهم أيام مولاهم الإمام. 
لقد مثل المشائخ والنظام القبلي أكبر عائق في وجه النظام الجمهوري. 
يمكننا القول: إن 26 سبتمبر ثورة مع وقف التنفيذ، وإنها لم تحقق أهدافها، وعجز القائمون على حكمها عن حل قضية التنافيذ، وأجرة العسكري التي لازالت ماثلة في حياتنا حتى اليوم، وهي أبسط قضية في أساسيات التغيير الثوري.

أترك تعليقاً

التعليقات