الثورة المغدورة! (الحلقة 3)
 

عبدالله الأحمدي

بعد اتفاقية 1970م التي فرضتها السعودية على اليمن، أجهز حكام انقلاب نوفمبر الرجعي على من بقي من الجمهوريين، وأعملوا فيهم قتلاً وسجناً وتشريداً، وتمت ملاحقة من هرب منهم الى بيوتهم، وهدم هذه البيوت على ساكنيها، وبعضها لازال مهدوماً حتى اليوم، ووصل التنكيل إلى النساء، سجناً واغتصاباً، إلى درجة أن بعض النساء ولدن في المعتقلات والسجون. 
وهنا يمكن القول إن جمهورية سبتمبر قد انتهت ولم يبق إلا العلم الجمهوري يرفرف باستحياء على بعض المباني الحكومية. 
في السبعينيات والثمانينيات، تحول الجمهوريون إلى مخربين، هكذا أطلقت عليهم قوى الانقلاب والعمالة، وتغولت أجهزة القمع المخابراتية المدعومة بخبرات أمريكية وأردنية، لملاحقة كل صوت يقول لا، أو يهمس بمعارضة جملوكية المشائخ والعسكر والكهنوت. وتم التخلص من كل المعارضين بالقتل والتنكيل، والسجون والتشريد، ونهب الممتلكات، وتدمير البيوت، وملاحقة كل صوت يعارض السعودية، أو أمريكا. وعملت عصابة صنعاء كوكيل حصري للرجعية السعودية، والإمبريالية الأمريكية، تنفذ كل المخططات القذرة، بما فيها شن الحروب على النظام الوطني في جنوب البلاد، ومحاصرة السكان من التواصل في ما بينهم، وكان بإمكان المواطن السفر إلى أطراف العالم، ومحرماً عليه السفر الى عدن، أو التواصل مع مواطن من الجنوب. ووصل الأمر إلى التفريق بين الأزواج إن كان أحدهما من الشمال والآخر من الجنوب. 
في السبعينيات كان بإمكان من يمر في مدن صنعاء أو تعز، أو إب، أن يرى الرؤوس المجزوزة، معلقة على أبواب هذه المدن، وكان بعض قادة الأمن يقطعون رؤوس الناس، ويتاجرون بهذه الرؤوس لدى المملكة العاهرة. 
وقد تداول الناس قصة عن المجرم محمد خميس، رئيس جهاز الأمن (اللاوطني)، أنه كان يرسل إلى المملكة شوالة مملوءة بالرؤوس المفصولة عن أجسادها، وتعود إليه الشوالة مملوءة بالمال السعودي. أي شوالة رؤوس وطنيين، مقابل شوالة ريالات سعودية. في ظل هذه الأجواء مات سبتمبر، وشبع موتاً.

أترك تعليقاً

التعليقات