الثورة المغدورة! (الحلقة2)
 

عبدالله الأحمدي

قالوا إن فاقد الشيء لا يعطيه. الشرعية المرتهنة الى الرجعية السعودية والامبريالية الأمريكية لا يمكن أن تناضل من أجل استعادة الوهج الثوري لسبتمبر أو لفبراير، أو تؤتمن على بناء دولة مدنية. هذه الشرعية لا علاقة لها بالثورة، أو الفعل الثوري، أو النظام الجمهوري.
النظام السعودي الداعم للشرعية فاقد معطى الثورة والاستقلال، والديمقراطية، بل هو من حارب كل الثورات في المنطقة، ويده ملطخة بدماء اليمنيين منذ العام 1923 م وحتى اليوم. 
ما تسمى الشرعية لا يُركن عليها، فهي مجموعة حثالة المجتمع القديم من إقطاعيين، وعسكر، وكهنوت متخلف، وكلهم لا يمتلكون مشروعاً وطنياً للنهوض والتجديد، بل هم أدوات، وثورة مضادة، وبقايا فساد النظام السابق المنحط. 
هل نذكركم بموقف الدنبوع، وبن دعر، من الثورة، وهم الذين كانوا ينامون إلى ما بعد ثورة فبراير في أحضان النظام السابق؟ أم نذكر بالمجرم اللص علي محسن الملكي الذي حارب ثورة سبتمبر، وأصبح العميل الأول ويد بني سعود في اليمن، وأكبر تاجر مخدرات في الجزيرة والخليج؟ أم نذكر بمشائخ الإقطاع من بيت الأحمر، ومن ضاهاهم، الذين أذاقوا اليمنيين صنوف الذل والمهانات، وخاصة قبيلة حاشد، ونهبوا ثروات البلاد، وداسوا الدستور، والقانون، وقتلوا الناس جهاراً نهاراً في شوارع صنعاء؟  
السعودبة هي المتآمر الأول على الثورات اليمنية في عموم البلاد، وفي كل المراحل، ولا يمكن لليمنيين أن ينسوا إجرام بني سعود حتى يوم القيامة. 
قولوا لنا هل المشائخ الإقطاعيون ثوار؟ وهل عسكر النظام السابق ثوار؟ وهل قوى التطرف والإرهاب، وجماعات الإخونجية ثوار؟ 
الثوار تم التخلص منهم بالقتل، والسجون، والحصار، والتجويع، كأفراد، وكقوى سياسية. هل تعلمون كيف قتلوا عبد الرقيب عبد الوهاب، وكيف سحلوه في شوارع صنعاء؟  
انظروا ما حل بالناصريين، وما حل بالاشتراكي، وكيف تقاسمت القوى الرجعية مكاسب ثورة 14 أكتوبر في الجنوب، بعد حرب 1994م.
عن نفسي لا أثق بهذه الشرعية، ولا بالسعودية، ولا بالركون الى الخارج. على اليمنيين أن يبحثوا لهم عن مخرج، أفضل من الارتهان للأجنبي في تدمير بلدهم، وأفضل أن يتنازلوا لبعضهم خير من التنازل، أو الارتماء في أحضان الاستعمار، وأدواته. أعتقد أنه إلى هنا يكفي حرباً، لن ينتصر أحد على الآخر، تأكدوا من ذلك، أوقفوا الحرب، وابحثوا لكم عن حل، تعايشوا، خذوا عبرة من هذه الحروب، الحل بيدكم، وليس بيد الأجنبي. 
وصباحكم ثورة، وحرية، وعدالة.

أترك تعليقاً

التعليقات