الثورة المغدورة! (الحلقة1)
 

عبدالله الأحمدي

كل ثوراتنا مغدورة، لكن ما أعني هنا بالثورة المغدورة هي ثورة سبتمبر 1962م، تلك الثورة التي انتهت إلى مصالحة، كفتها الراجحة لصالح القوى التقليدية.
بعد مذبحة أغسطس 1968م واتفاقية 1970م التي أملتها أسرة بني سعود، انتهت الثورة، وبقيت الجمهورية، بدون مضمون اجتماعي، بقيت كإطار لتحكم القوى الرجعية بشعبنا. 
ومنذ العام الأول للثورة، وعصابة تدق عصابة، ولص يدق لصاً، ولم تخرج البلاد إلى طريق، ولم يتحقق لجموع الفقراء أي مكسب. 
تحولت ثورة الشعب، وتضحياته، إلى شركات، وعمارات، ومشاريع تجارية لرموز الإقطاع، ووكلاء الرجعية والنظام الرأسمالي المتوحش. لقد نمت طبقة طفيلية قامت على نهب المال العام، والتهريب والتهرب، والعمالة. وارتفعت مداخيل هذه العصابات، على حساب فقر وجوع الكادحين اليمنيين. ومنذ ما بعد وحدة البلاد واليمنيون يتجرعون زيادة الأسعار، والضرائب، ولا يعلمون شيئاً عن عوائد ثرواتهم، وعلى رأسها النفط والغاز والذهب. ومنذ الإعلان عن إنتاج النفط في البلاد، وحياتنا المعيشية تتراجع، واليوم وصلت إلى ما تحت الصفر. والذين سرقوا البلاد هربوا بثرواتهم، وتركوا الفقراء للموت والجوع والحصار، بل أكثر من ذلك تحولوا إلى تجار حروب، وسماسرة، يتاجرون بدماء الفقراء. انتهت حياتنا إلى الصفر، وانتهت ثوراتنا إلى أيدي القوى الرجعية، ومازلنا نلهث وراء هذه القوى لخدمة مشاريعها، وتكبير ثرواتها. 
الكل يعلم أن الذين كانوا يتقاتلون على الكدمة في الستينيات والسبعينيات، أصبحوا اليوم يمتلكون المليارات، ويتعاملون بالدولار والريال السعودي، والدينار الحماراتي. 
لقد أضعنا ثوراتنا، وأضعنا استقلال وسيادة بلادنا، وعدنا إلى الصفر، وكل هذا بسبب نخبنا الفاسدة، ومثقفينا المنافقين الذين لا يمتلكون مبادئ. 
ونحن نعيش الذكرى الـ55 لما يسمى الثورة، هناك مفارقات عجيبة، وتناقضات رهيبة، هناك من يأكلون من براميل القمامة، ويعيشون على صدقات المنظمات اليهودية والنصرانية، ومقابل ذلك هناك من ينامون على أكوام الدولارات، ويعيشون في أرقى الفنادق، ويستحمون بالعطور، بينما غالبية اليمنيين يعيشون في الظلام، ولا يجدون قطرة الماء. 
اللهم إن هذا باطل فأزله.

أترك تعليقاً

التعليقات