الثورة المغدورة (الحلقة 4)
 

عبدالله الأحمدي

من يشاهد فضائيات الدفع المسبق الممولة من البترودولار، والتي توجه بثها إلى فقراء اليمن، من مثل قنوات الحرامي (حميد الصندقة)، وقناة توكل (جهاد النكاح)، وغيرها من أبواق الأكاذيب، يشعر بالتقزز، والغثيان للمادة الهابطة التي تروج لها هذه الأبواق، والمرتكزة على الطائفية، والمناطقية، والحقد، والكراهية، والتي تعتمد الكذب، على خطى النازي جوبلز (اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس)، لكن فات هذه الأبواق أننا في عصر آخر غير عصر جوبلز، وأن الناس لم يعودوا يصدقون من هب ودب. نحن في عصر الفضاء المفتوح الذي يصعب السيطرة عليه، أو توجيهه، وأن الكلمة ليس لها أي تأثير، أو فعل في الواقع، ما لم تكن صادقة. 
تتباكى هذه الأبواق في هذه الأيام على الدولة والجمهورية، وهي تعلم أن من يدفعون لها هم من ضربوا الجمهورية في مقتل، وأفرغوا الثورة من مضمونها، من خلال الحرب المباشرة من عام 1962م وحتى العام 1970م، وفي التدخل في شؤون اليمن خلال 55 عاماً، وهم من شكلوا دولة داخل الدولة عن طريق اللجنة الخاصة التي تمتلك 70 ألف عميل داخل اليمن يعيقون أية خطوة نحو بناء الدولة. وكل هؤلاء العملاء هم من أصحاب القرار، من أمثال مشائخ القبائل وعسكر الفيد، والكهنوت، بل وصل الأمر إلى الموقع الأول في الدولة. 
الذين يتباكون على ضياع الدولة هم من وقفوا ضد الدولة، وجعلوا من أنفسهم عصابات ضد بناء دولة في اليمن، تنفيذاً لأوامر أسيادهم في الرياض. وهم من تآمروا على الجمهوريين، وعلى رجال الدولة والثورة. لقد استمر هؤلاء المتباكون في الحكم أكثر من 50 عاماً، ينهبون، ويسرقون، ويتآمرون، ولم يبنوا دولة، بل استمرأوا حكم العصابات، واليوم يتباكون على الدولة، والجمهورية والثورة. 
بعد حشد السبعين جن جنون هذه الأبواق، ومن يمولها، فخرجت عن خطاب بقايا العقل، وذهبت لامتهان الأكاذيب، وترويج الشائعات. وصدق من قال: الكذب ألوان.

أترك تعليقاً

التعليقات