الثورة المغدورة (الحلقة 5)
 

عبدالله الأحمدي

 لم تكتفِ القوى الرجعية الموتورة المكونة من مشائخ الإقطاع، وعسكر الفيد، والكهنوت، والمستفيدين من انقلاب 5 نوفمبر الرجعي، لم يكتفِ هؤلاء بالتهام ثورة سبتمبر 62، وبيع الجمهورية لبني سعود، بل وضعوا أنفسهم في خدمة الرجعية السعودية، والإمبريالية الأمريكية، للتآمر على ثورة 14 أكتوبر في جنوب البلاد. 
فمنذ اتفاقية 1970م نقلوا الحرب والمؤامرات التي كانوا يخوضونها ضد ثورة سبتمبر، إلى محاربة الثورة في الجنوب، والتآمر عليها، وزادوا استعانوا بالسلاطين والقوى الهاربة من الجنوب. 
لقد أخلصت هذه القوى لأسيادها في الرياض، وخاضت أكثر من حرب ضد الثورة في الجنوب، ولكنها كانت تخرج من هذه الحروب مهزومة، لكن هذه الحروب أعاقت تطور التجربة الثورية في الجنوب، وأضعفت القدرات الاقتصادية للدولة الوطنية. وما لم تحصل عليه بالحروب، حصلت عليه بالمؤامرة، وكان ما سمي الوحدة، إحدى محطات هذه المؤامرات الرخيصة. 
لقد استمر التآمر والحصار على الثورة في الجنوب 27 عاماً منذ بدء الاستقلال في العام 1967م وحتى عشية ما سمي الوحدة العشوائية التي سلم فيها المتهور البيض اليمن الديمقراطية والحزب والدولة والثورة، إلى أوغاد الرجعية بدون ضمانات. 
وكانت حرب 94 هي ذروة المؤامرة على ما بقي من الثورة اليمنية. وها نحن اليوم نجني نتائج التهور، ونتائج المؤامرة القذرة على الثورة اليمنية. تآمرت القوى الرجعية على الثورة اليمنية، وسرقت مكاسب الكادحين اليمنيين، ثم هربت بالأموال، وسلمت البلاد للاحتلال الأجنبي، وتركت الشعب اليمني نهباً للأطماع، والمعاناة الجائرة. 
لقد أثبتت التجارب التاريخية أن القوى الرجعية لا تهمها مصالح الشعب، ولا قضية السيادة والاستقلال، وما يهمها هو مصالحها القذرة.

أترك تعليقاً

التعليقات