قراءة لبيان صهاينة الظهران!
 

عبدالله الأحمدي

عبدالله الأحمدي / لا ميديا

العدوان الامبريالي على سوريا من قبل دول الإرهاب (أمريكا، بريطانيا وفرنسا)، كشف عن فرز بين دول الأمة، محدداً من يقف مع العدوان، ويشجعه، ويموله، ومن يقف ضد العدوان، ومن يمسك العصا من الوسط. 
أدوات العدوان والممول له أيدت صراحة العدوان على الشعب السوري، ووقفت موقف إسرائيل في هذا التأييد، ومن أمثلة هذه الدول الخانعة والخائنة: نظام بني سعود، ومشيخة موزة، وماخور البحرين، والصهيوني أردوغان الذي يشارك في العدوان على أكراد سوريا والعراق، وهم جزء من مكونات الأمة. 
أصبح من المعلوم أن الطائرات التي نفذت العدوان، وبالذات الأمريكية، أقلعت من قاعدة العيديد الجوية في قطر موزة.
صهاينة الجامعة العبرية (العربية) المحشورون في الظهران خوفاً من صواريخ الشعب اليمني المعتدى عليه، غابت عنهم القضايا الحيوية للأمة، كقضية العدوان والاحتلال الأمريكي وحلفائه لأراضي سوريا والعراق والأردن، والعدوان التركي على سوريا والعراق، والفقر الذي تعاني منه شعوب الأمة المنهوبة ثرواتها، وحالة التخلف المفروضة على الأمة من الحكام المستبدين، وغردوا خارج السرب، وأصدروا بياناً إنشائياً كله لغو، خالياً من الحقائق والوقائع، لا يسمن ولا يغني من جوع. وكان واضحاً أن من حضروا هذه الزفة جاؤوا من أجل إسناد مشالح بني سعود ضد الشعوب العربية التي تتعرض للعدوان من قبل هذه العصابة الحقيرة، وبالذات الشعب اليمني الذي يتعرض لعدوان دموي حاقد من قبل صهاينة بني سعود وعيال زائد، أدوات اليهود والنصارى، ومن تحالف معهم. وللأسف فإن الأدوات الأمريكية تعاموا عن أكثر من 145 ألف غارة جوية على اليمن، قتلت مئات الآلاف، ودمرت الحرث والنسل، وأعادت اليمن إلى الوراء مئات السنين، وركزوا على عدة صواريخ يمنية حطت على الرياض، ولم تقتل أحداً. 
لقد خلا بيان عاهرات الظهران من أي ذكر للمقاومة الفلسطينية، وكفاح الشعب الفلسطيني، وما يقدمه من تضحيات لازال دمها طرياً في انتفاضة يوم الأرض، ومسيرة العودة. كما خلا من أية إدانة لجرائم الكيان الصهيوني، وفي الوقت الذي تدفع السعودية ودول الخليج المليارات لدول العدوان (أمريكا، بريطانيا، فرنسا)، تفضلت على أوقاف القدس بالفتات الذي لا يكاد يذكر.
القراءة الموضوعية لبيان (قوادي) الظهران تبين أن هناك لياً للحقيقة، فمثلاً في موضوع الإرهاب، يعرف القاصي والداني أن الوهابية السعودية هي من تفرخ الإرهاب، وأن المال السعودي والخليجي هو الداعم الأول للجماعات الإرهابية في العالم، ابتداء من حرب أفغانستان، وحتى اليوم، وأن ما تعانيه الأمة من كوارث هو من صنع المال السعو/ خليجي، وأن إيران بعيدة كل البعد عن موضوع الإرهاب.
ويبدو أن المؤتمر جاء من أجل استعراض عضلات القرار السياسي السعودي للتطبيع مع إسرائيل، وسيادة مرحلة البترودولار المحمي بالطائرات والبوارج الغربية، ومن أجل ذلك تبع اجتماع العهر العبري مناورة عسكرية لما تسمى قوات درع الجزيرة، لتثبيت ما أقره قوادو الظهران، وزرع صورة في أذهان هؤلاء الجبناء عن مزعوم قوة نظام بني سعود المهزومة من قبل محاربي اليمن الصناديد.
ونجزم بأن ما قيل عن السلام، وعن القدس، ما هو إلا (ملاس) على الجرح العربي، بل إن هناك فرقاً بين (ملاس) المجرم سلمان والقوادين، وبين الخطوات السريعة التي يقوم بها محمد بن سلمان للتطبيع مع العدو الصهيوني عبر صفقة القرن التي يقودها ترامب.
ويبدو أن هناك توزيع أدوار بين سلمان وابنه، فالأول يبيع العرب (هوى مطلياً)، والثاني يعبر عن النوايا الحقيقية لبني سعود، وبلغة إنجليزية واضحة تعلمها في مدارس أسياده الأمريكان، وتربى عليها، وأتقن فن التصهين طوال حياته.
والخلاصة: إن اجتماع صهاينة الظهران سجل شهادة وفاة للنظام العربي، ولما تسمى الجامعة العربية (العبرية)، وأن الأمة تشهد أسوأ فترة انحطاط سياسي لم تعرفها طوال التاريخ.

أترك تعليقاً

التعليقات