العدو الحقيقي للمُزرين
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
ما أقبح الكاتب أو المتكلم إعلامياً كان أو عالماً حينما يسخر جهده ووقته وفكره وكل ما لديه من قدرات وإمكانات لتبرير ظلم ظالم، والتغطية على فساد فاسد، أو الإشادة بالعاجزين والفاشلين المقصرين الناقصين المتخاذلين المزريين، وتقديمهم على أنهم صفوةُ الثوار، ورموز الثورة، والكذب على البسطاء ليلاً ونهاراً بالقول: إن هؤلاء المزريين العاجزين المقصرين القاصرين الذين يلبسون الحق بالباطل؛ السبب الرئيس لثباتنا وصمودنا طوال أعوام مواجهة العدوان السعودي الأمريكي التسعة، والعامل الوحيد الذي يقف وراء كل ما تحقق على أيدي رجال الله من انتصارات وإنجازات عظيمة، وتم لهم بفضل الله من ظهور وتمكين إلى الحد الذي جعلهم معروفين لكل بني البشر، يحترمهم ويشيد بموقفهم ودورهم كل حر ومستضعف في هذه الدنيا!
والحقيقةُ هي أن المزريين بكل أصنافهم وطبقاتهم وشللهم كانوا سبباً في ضياع الكثير من الفرص أمام الشعب اليمني في تحقيق اكتفائه الذاتي، وفرض سيادته وانتزاع حريته واستقلاله، وكانوا ولايزالون عالةً على الشعب، وعبئاً ثقيلاً على المجاهدين، فلطالما تسلقوا على ظهورهم، وسرقوا انتصاراتهم وإنجازاتهم بتسخيرها لصالحهم، واتخاذها وسيلةً للهروب من كل ما يجب عليهم فعله، وهكذا بدلاً من أن يواكبوا الأحداث، ويستوعبوا حاجات الواقع العام الملحة، ويدركوا متطلبات النهوض والارتقاء به، ويعملوا على صقل خبراتهم، وتنمية قدراتهم، والاستزادة من حقول العلم والمعرفة كي تستنير عقولهم، وتثمر أفكارهم، أسوةً بأطهر خلق الله في بلدنا رجال الصاروخية والمسير، فعلوا العكس تماماً، فضاعوا، وضيعوا.
إن تسامح حكومة التصريف وسلطة الوضع المزري مع الأعداء والقتلة والخونة والمرتزقة، وتوددها لهم، وتمكينها للكثير منهم في أكثر من مؤسسة ومحافظة ومديرية، واندفاعها الفج في التعامل مع المخلصين الشرفاء الأوفياء الحريصين على الثورة والثوار، المتولين لله ورسوله والإمام علي وسيد الثورة بأفعالهم قبل أقوالهم؛ بالتجويع والتسقيط والعزل والهدر لجميع الحقوق، وأخيراً بالسجن؛ أمرٌ كفيلٌ بجعل كل ذي عقل يفقد عقله! لأن العدو الحقيقي للمزرين؛ ليس هو من يظلم ويفسد ويسرق ويرتشي ويدخل المبيدات، ويسطو على ممتلكات الآخرين، ويدمر مؤسسات الدولة، ويعتبر كل ما تحت سلطته ملكل له ولذويه والمقربين منه، وإنما العدو هو مَن يعمل على كشف الأول، ويسعى لإصلاح ما أفسد.

أترك تعليقاً

التعليقات