مسألة وقت
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
يحرص معظم مسؤولينا هذه الأيام لاسيما أولئك المعروفون بالتفرغ التام لشبكات التواصل الاجتماعي، والتواجد الدائم على منصة إكس بالذات أربعاً وعشرين ساعة في اليوم والليلة على تسجيل أبرز النقاط التي تتضمنها محاضرات سيد الثورة يحفظه الله، وبعضهم لا يكتفي بتسجيل أبرز النقاط وإيراد أهم المواضيع التي وردت على لسان السيد القائد فحسب، بل يحرص على إنزال المحاضرة كلها فيديو وصوتا ونصا في كل حساباته فيسبوك وتلغرام وإكس وسواها، وبعضهم بات لديه مركز أو مؤسسة إعلامية خاصة به تقوم بهذا الدور، إلى جانب تلميعها لصورته، وتضخيمها لشخصه، وتغنيها بجميع تحركاته وأنشطته، فتقول في نفسك: لقد باتت التقوى في بلادنا هي عين المسؤول ويده وقلبه وعقله ولسانه وسمعه، وبات يتنفس الهدى، ويتدفق إحساناً، ويفيض عدلاً وتواضعاً ورحمةً في كل الأرجاء كلُ معنيٍ بتحمل المسؤولية أياً كان موقعه ودوره، بل توشك أن تترسخ لديك قناعة بأن رموز الوضع المزري قد تغيروا كلياً إلى ما هو أفضل، وقبل أن يفرح الثوار الأحرار المجاهدون بيوم تحقق قول رجل القول والفعل أبو جبريل بالتغيير الجذري على أرض الواقع.
والحقيقة أنهم لم ولا ولن يتغيروا، وسيبقون كما عهدناهم طوال السنوات الماضية عالةً وعبئاً ثقيلاً على القائد والثورة والمجاهدين الثوار، وعائقاً أمام أي محاولة جادة للتغيير والبناء للواقع، وقطاع طرق أمام انطلاقة الأحرار في سبيل الله والناس.
أما ما يتظاهرون به من حرص على هدى الله وخصوصاً في رمضان فليس سوى لون من ألوان النفاق، وغداً يوم تُبلى السرائر سيشهد الناس حقيقتهم هذه كما هي، بعد أنْ يميز الله الخبيث من الطيب على أرض المحشر، مع العلم أنهم معروفون للعيان بلحن القول وبسيماهم، مهما تربصوا وارتابوا وغرتهم الأماني والشياطين، ومسألة خزيهم وفضحهم على الملأ، وسقوطهم المدوي مسألةُ وقت، وسيأتي اليوم الذي يتجلى من خلاله المشروع القرآني كمنظومة فكرية وعملية وأخلاقية، على أيدي رجال يواكبون الأحداث، ويبنون واقعهم وأنفسهم لكي يكونوا بمستوى كل التحديات والمتغيرات، وينطلقون مع علي العصر بجد في كل ما يضع بين أيديهم من سلالم الارتقاء، ويفتح لهم من سبل الكمال.

أترك تعليقاً

التعليقات