أول مَن أساء لرسول الله
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
لا يمكن لأي مسلمٍ حقاً البقاء في موقف المتفرج عندما يصدر عن الآخرين ما قد يسيء للنبي الأكرم في شخصه صلى الله عليه وآله، أو في سيرته العملية، أو في سلوكه الأخلاقي وأقواله ومعاملاته، باعتباره صلوات ربي عليه وعلى آله قدس أقداس الأمة، ومقام عزتها ورفعتها، وعنوان شرفها وكرامتها، ورمز الكمال البشري والسمو الإنساني، لذلك نجد المسلمين عند كل هجمةٍ تهدف للنيل من رسول الله، يطلقون الشعارات الموحية بالغضب، وينظمون المظاهرات والندوات المعبرة عن السخط، ويصدرون البيانات المشتملة على استنكار ورفض مثل هذه المواد الفكرية والإعلامية والدرامية المقيتة، التي اتسعت دائرتها الإنتاجية في العالم الغربي بشكل ملحوظ، منذ مطلع الألفية الثالثة، ولكن ظلت كل أنشطة المسلمين بهذا الخصوص عديمة الجدوى في معظمها، حيث كانت ولا تزال معبرة عن التأثر الآني الخاضع للاندفاع العاطفي، الذي يخلو من أدنى استناد للعقيدة، بحيث تنعكس مضامينها على الفكر، فيؤدي ذلك الانعكاس إلى حالة من الوعي بضرورة التحرك لمواجهة تلك الإساءات في مسارين، هما:
1ـ تنقية التراث الإسلامي من كل ما علق به من شوائب باطلة، تنوعت مصادرها ما بين ما هو حديثي أو تاريخي. وللأسف فإن المسألة لا تقتصر على وجود الأحاديث الموضوعة والضعيفة، بل إنها تجاوزت ذلك إلى ما قُدم لنا من خلال المجاميع الحديثية والمصنفات التاريخية تحت عنوان «الصحيح المتفق على صحته»، ولاسيما ما جاء لدى البخاري ومسلم، فقد مثلت الروايات المبثوثة بين طيات صحيحيهما الوثيقة التي اعتمدها كل المبطلين الذين أقدموا على إلصاق أبشع التهم برسول الله صلى الله عليه وآله، في عصرنا، فلماذا لا نقف منهما الموقف ذاته؛ باعتبارهما أول مَن شتم النبي، وطعن في شرفه، وحط من قدره، وشكك في أخلاقه؟!
2ـ العمل على تقديم الصورة الحقيقية لرسول الله، كما هي في القرآن الكريم، ومحاكمة كل ما ورد في السيرة على أساسه، وجعله هو المصدر الوحيد في كتابتها، والاستغناء عن كل ما سواه.

أترك تعليقاً

التعليقات