القائم بأعمال رئيس الوزراء وعضو اللجنة الثورية العليا طلال عقلان: 
نجحنا في تغطية الرواتب والنفقات واستيراد السلع الغذائية والوقود رغم الحصار

خلال 40 دقيقة حاورت صحيفة (لا) القائم بأعمال رئيس الوزراء وعضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي طلال عقلان، تنقلنا خلالها في محطات عدة اجتماعية، سياسية واقتصادية، وعلى المستويين الشمالي والجنوبي، كشف لنا فيها معلومات كثيرة، وأوضح كثيراً من القضايا التي لا بد من الاستمرار بالتعمق فيها وإثرائها من كافة جوانبها، وهو ما نحاول أن نقوم به في ظل التضليل الإعلامي المهول على وعي المواطن اليمني والعربي، القائمة عليه ماكينات إعلامية تنضح بالمؤامرات الاستعمارية من مخادع المخابرات الدولية الصهيونية والأنجلو أمريكية، التي تجتهد في كل ثانية لتضع حجراً آخر تثبت وتؤبد به عرش سيطرتها الاستعمارية على مصير وطننا وشعبنا وكامل شعوب المنطقة والعالم المقهورة، في سبيل الحفاظ على فردوسهم مقابل موتنا وتكسرنا المتواصل نحن جموع المقهورين.. طلال عقلان سلط معنا الضوء على جانب من عمل حكومة تصريف الأعمال، وأهم ما أنجزته خلال الفترة الماضية منذ بدء العدوان السعوي الأمريكي على اليمن، وكذا حول بعض المستجدات السياسية الراهنة على الساحة اليمنية، نأمل أن نكون حققنا منها ولو جزءاً يسيراً مما ينتظره القارئ.. نترككم مع الحوار.
 أستاذ طلال.. في أي سياق تضع العدوان على اليمن؟!
العدوان هو العدوان، ولا يمكن أن يوضع إلا في سياق العدوان وخرق جميع المواثيق الدولية والعلاقات بين الدول.
هذا العدوان لم يكن له ما يبرره إطلاقاً. انطلق العدوان على اليمن عقب ثورة شعبية مشابهة لكثير من الثورات التي انطلقت في المنطقة حديثاً أو سابقاً، وليس هناك ما يبرر لأية دولة أن تدخل لغرض سياسي معين في أي بلد، وهذا ما قامت به السعودية ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية، من اعتداء على اليمن لفرض نظام سياسي يتفق معها ويتعارض مع الشعب اليمني ومصالحه.
 برأيك، وأنت عضو اللجنة الثورية العليا، من سيحسم في نهاية المطاف.. الشعب أم قوى العدوان؟!
سيحسمها الشعب اليمني بالتأكيد، الحرب لا يمكن أن يحسمها مرتزق أو غاز عبر التاريخ، تظل إرادة الشعوب، والنصر للشعوب هو الحلقة النهائية لأية حرب تخاض من هذا النوع.
 أين يقع رهانكم في هذا الأمر؟ بالضرورة أعتقد أن المسألة ليست معنوية فقط، هناك رهانات مادية وعسكرية تراهنون عليها في حسم الأمر، ما هي رهاناتكم؟
بالتأكيد.. العدو كان يعتقد أن الحرب مجرد نزهة، سيدخل الحرب عدة أيام، وإن زادت فلأسابيع، وسيحسم الحرب، لأن لديه عتاداً متقدماً وكبيراً، وهو تحالف بالأخير فيه دول عظمى، فيه دول عديدة تمتلك قدرات قتالية، وهذا كله سقط، وسقط منذ الأسبوع الأول، لم يستطع العدوان أن يحقق ما أراده، حتى تلك الأهداف التي أعلن عنها في ما سماه (عاصفة الحزم)، لم يحقق منها هدفاً ولو يسيراً حتى، جرت المعركة ولفترة طويلة، واليوم نوشك أن نكمل العام من الحرب ولم تنتصر هذه الحرب العدوانية، الشعب اليمني تلاحم، وما يجري اليوم من صد لهذا العدوان في أكثر من منطقة، يدل على ذلك، ولو كانت اللجان الشعبية فقط أو مكون سياسي فقط (أنصار الله) أو مكون آخر هو الذي في الواجهة، لما استطاع أن يصمد هذا الصمود خلال هذه الفترة الطويلة، لكن هناك ائتلافاً شعبياً، هناك تحركاً مجتمعياً، هناك حاضنة اجتماعية للجان الشعبية والجيش في كل مكان.. 
 باعتبار ماذا؟!
باعتبار القضية وطنية، وهي كذلك بامتياز، ولذلك سيتحطم رهان الجميع، وخاصة الذين راهنوا على سقوط البلد في نير الاحتلال.
 ما الذي جنته اللجنة الثورية في جولتها المكوكية، في مرحلتها الأولى؟!
وفد اللجنة الثورية زار عدداً من بلدان العالم، كانت سلطنة عمان مبتدأً، وكثير من الدول، العراق وإيران وسوريا وإيران وروسيا وفرنسا وألمانيا، هذه الجولة الأولى، استطاعت أن تلتقي بمسؤولين بهذه الدول، وكان هناك استقبال بشكل رائع ولائق، وأوصلت رسالتها.
 ما هي الرسالة؟!
الرسالة كانت أن هناك واقعاً آخر ومختلفاً في اليمن عقب الثورة (21 أيلول)، عليكم أن تتعاملوا معه. كان هناك استجابة، ودعوة بعض الدول خاصة في الاتحاد الأوروبي، كانت في هذا السياق..
 دعوة للجنة الثورية!!
طبعاً.. الدعوة وجهت من الخارجيتين الفرنسية والألمانية، وهذا بحد ذاته يجعل التعامل مع دول العالم الأخرى ممكناً ومتاحاً، وهذا ما عملنا عليه لاحقاً كلجنة ثورية، وبعدها عند عودة الفريق الأول، كان هناك طلب لزيارة كثير من الدول، وتقريباً الآن وفد اللجنة الثورية بصدد زيارة إلى سويسرا وبدعوة من خارجيتها، أيضاً هناك دعوة من إسبانيا وإيطاليا، وهذا الوفد الذي هو برئاسة الأخ صالح صائل عضو اللجنة الثورية، يقوم الآن بمهام ممتازة ورائعة، ومهامه بحسب تقييمنا حتى الآن ناجحة، ونتمنى لهم التوفيق والنجاح في هذه الزيارات التي يقومون بها. وهم قد ذهبوا قبل حوالي شهر إلى عمان، وزاروا بعض الدول العربية والإسلامية، والآن انطلقوا إلى الدول الأوروبية..
 هل نعتبر هذا اعترافاً ضمنياً بالثورة وقواها؟!
هو اعتراف ضمني، العالم أجمع أن هناك مصالح متبادلة لا تستطيع أية دولة أن تفرط فيها، ولذا يحرصون على أن تكون هناك علاقات مع الأنظمة المتتابعة في أية دولة، وهذا ما حصل مع اليمن، وهو بحد ذاته إنجاز في ما يتعلق بالجانب الدبلوماسي والخارجي.
أيضاً كانت هناك زيارات أخرى مختلفة لقوى سياسية، وزارت دولاً كروسيا، ودولاً أوروبية، زارت دولاً عربية ودولاً إسلامية خلال المرحلة السابقة، ولم نكن معزولين، ولم نكن منقطعين، ولم نرد أن نقطع هذه العلاقات مع أي من هذه الدول، وكل ما أردناه هو أن تكون هناك علاقات متوازنة بيننا وبين جميع الدول، تقوم على المصالح المتبادلة والاحترام للآخر، لا نريد أن يفكر الطرف الآخر أننا شعب مستضعف، وبالتالي نتبع هذا الطرف أو ذاك، نحن لا يمكن أن نتبع أحداً، نحن نريد أن تكون علاقتنا متوازنة، مع السعودية، مع الولايات المتحدة، مع إيران، مع العالم بأسره، علاقات ندية وعلاقات تبادل مصالح فقط لا غير.
 هل نعتبر أن اليمن كسرت حالة العزلة التي حاول العدوان السعودي الأمريكي أن يطوقها بها؟
بالتأكيد، هي كسرت حالة العزلة التي أشرت إليها، والأيام القادمة أيضاً ستشهد خروجاً وعلى مستوى أكبر من المستويات السابقة.
 نتابع الصراع الجاري في عدن، وبين هادي وبحاح.. ما طبيعة هذا الصراع؟ أيضاً مسلسل الاغتيالات في الجنوب؟! وإلى أي مدى يمكن أن يتطور هذا الصراع؟!
هذا الصراع الحاصل بين هادي وبحاح في إطار الصراع بين دول الغزاة، دول التحالف لها أجندات متعددة، السعودية كانت ترى أن اليمن ساحة خلفية لها، لها فقط، هناك دول أخرى في التحالف لها حسابات مختلفة عن الحسابات السعودية، هي تريد أيضاً مصالح اقتصادية وموضع قدم لها في مناطق محددة مثل الإمارات، وهذا انعكس على المرتزقة بحاح وعبدربه، كلٌ منهم اصطف في مكان يحاول أن يمرر سياسة طرف على الطرف الآخر، وبالتالي هذا الصراع بدأ يستعر.
  لكن كثيراً من الأوساط السياسية لا تراهن على هذا الصراع، وتعتبره تبادل أدوار.. هل يمكن برأيك الرهان على هذا الصراع والمراكمة عليه؟!
لا توجد مراهنة.. إطلاقاً، ولا يمكن البناء والمراكمة عليه، ولا رهان عليه، لكن أقول هذا واقعهم، هم أرادوا أن يفرضوا حالة شاذة في المجتمع اليمني لا يقبلها سواءً في الشمال أو الجنوب، وهي حالة الاحتلال.
عندما انسحبنا من الجنوب اختلفوا على الجنوب أولاً، هناك من يريد الإخوان وهناك من لا يريدهم، وهناك من يريد السلفيين وهناك من لا يريدهم، وهناك من يريد أن تكون القاعدة هي المسيطر والمتحكم الرئيسي، وهذا فعلاً ما حصل في عدن وبعض مناطق الجنوب، إذ نجد المتحكم الرئيسي القاعدة وداعش، ومن ينكر ذلك فليذهب إلى عدن المثال الأبرز، وكذا إلى حضرموت.
لم تحصل حالة من الاستقرار في الجنوب عند انسحاب الجيش واللجان الشعبية، بل على العكس من ذلك عندما كان الجيش واللجان الشعبية في عدن كانت هناك حالة من الاستقرار والطمأنينة المجتمعية، رغم الحالة الإعلامية الصارخة التي كانت تصف تواجد الجيش واللجان بأنه (احتلال)، لأنها كانت تحارب القاعدة وتسعى لتحقيق الاستقرار للجنوب، وعقب الانسحاب مباشرة للجيش واللجان الشعبية سيطرت القاعدة وداعش مباشرة في عدن وغيرها.
 إلى أين تؤول الأمور برأيك في الجنوب؟!
أعتقد أن أبناء الجنوب لن يسكتوا ولن يصبروا على ما يحصل في مدنهم، بالتأكيد سيتحرك أبناء الجنوب ضد القاعدة وداعش ومحاربتهم ومحاربة الاحتلال في الجنوب.
 ما الذي يجعلكم متأكدين من هذا؟!
هناك معلومات فعلاً عن تشكيل جبهات متعددة لمحاربة المحتل في الجنوب، ومحاربة القوى الإرهابية المتواجدة على أرض الجنوب، وهذه حالة إيجابية، ونحن ندعمها ونشجع عليها لأننا نريد جنوباً آمناً مستقراً، نحن لا نريد أن نحكم الجنوب أو نحتله، نحن نعتبر الجنوب جزءاً أصيلاً من المجتمع اليمني، نريد أن تكون عدن كصنعاء آمنة مستقرة، لكون عدن لكل اليمنيين كما هي صنعاء لكل اليمنيين، هذه قناعة لدينا، أما الآخر فإنه يريد أن يزرع نزعة غير موجودة أصلاً في المجتمع اليمني، تعايش المجتمع اليمني بكل مذاهبه طيلة 1200 عام، وعلى سبيل المثال الشافعية والزيدية لم تحصل هناك إشكالية طائفية في هذا البلد، الآخر يريد أن يزرع مشكلة جغرافية جيوسياسية، بمعنى أنه يريد الجنوب ككتلة مقابل كتلة الشمال، وهذا التفكير بحد ذاته خاطئ وكارثي، ولا يعني ذلك أيضاً أننا نريد أن يكون المسؤولون في الجنوب من الشمال، هذا غير واقعي وغير منطقي، نحن نريد أن يكون الجنوب حاضراً في المعادلة السياسية، حاضراً في السلطة وفي الثروة، شريكاً حقيقياً وفاعلاً، هذا ما نريد أن نصححه ونعمل على إقامته في الجنوب والشمال.
 الفراغ السياسي القائم اليوم.. ما هي خططكم لملء هذا الفراغ؟! 
لا يوجد فراغ سياسي في البلد، من يقول ذلك هو ينكر الحقيقة الموجودة على الأرض، أن القوى السياسية متواجدة في الشمال، متواجدة في كل مكان، ومتواجدة حتى في السلطة القائمة.
ربما يكون هناك فراغ بما يسمى شبه فراغ السلطة، وهذا يختلف عن الفراغ السياسي، فراغ السلطة ما يسمى هرم السلطة، والهرم المتعارف عليه مجلس الرئاسة أو رئاسة الجمهورية وغيرها، لكن هذا بحد ذاته ليس فراغاً حقيقياً، هو فراغ أو وهم يتولد لدى من يريد أن يفتعل ذلك، أما أن نسميه فراغاً سياسياً فهذا غير صحيح، الفراغ السياسي شيء آخر ومختلف.
 فراغ السلطة إذن حد توصيفك أو الفراغ الرئاسي، كيف سيملأ؟
فراغ السلطة أعتقد بأن اللجنة الثورية خلال المرحلة السابقة استطاعت أن تملأ هذا الفراغ، وكانت جديرة بذلك، في ما يتعلق بالحكومة وتسيير الأعمال، ولو لاحظت البدايات الأولى للعدوان استطاع أن يفرغ جميع مؤسسات الدولة من الموظفين، هناك تسرب كبير، أيضاً استطاع أن يجعل إيرادات الدولة متدنية، ووصلت إلى 180 مليار تقريباً في إحدى الفترات، بعد ذلك تنبهت اللجنة الثورية لذلك، وبدأت الحكومة تنتظم في عقد اجتماعاتها، وبدأ مسؤولو الدولة يتواجدون في مقرات أعمالهم، وهذه كانت رسالة للمجتمع بأنه إذا ما تواجد المسؤول بالتأكيد سيتواجد الموظف، وهذا ما حصل فعلاً، كان الانفلاش وصل إلى 95%، أما اليوم العودة إلى الوظائف والانضباط الوظيفي وصل ربما إلى 90 أو 95% أيضاً، وهذا بحد ذاته إنجاز.
إيرادات الدولة في 2015 أيضاً ارتفعت من 18 ملياراً لتصل في نوفمبر إلى 58 ملياراً لتصل في ديسمبر إلى 260 ملياراً، وهذا إنجاز كبير في ظل حصار وفي ظل عدوان يتعمد أن يستهدف كل مصالح البلد الاقتصادية، لم يبق المصالح الخاصة للناس والمصالح العامة التي للدولة.
 هل يرد اسم (علي ناصر محمد) رئيساً قادماً للجمهورية؟!
الناس يتكلمون عن أسماء كثيرة، لكن هذا الموضوع خاضع لتوافقات سياسية، ولا بد لها أن تصل إلى نتيجة، والنتيجة بالمجمل المتوافق عليها هي التي ستصنع حكومة أو مجلساً رئاسياً أو أشكالاً متعددة للسلطة، هذه أي توافق سياسي هو ما سينتجها، وهناك تقاربات سياسية.
 مقاطعاً.. تقاربات حول (علي ناصر)؟!
لا، ليست حول (علي ناصر)، ولكن ربما حول الشكل العام. هناك تقاربات حول أنه لا بد أن يكون هناك شكل من أشكال السلطة المتوافق عليها، لكن إلى أي مدى سينجح هذا التوافق السياسي، هذا متروك للسياسيين، وأنا أتمنى أن يستطيعوا إنجاز ذلك وبوقت سريع.
  لكن هل طرح أولاً اسم (علي ناصر) كرئيس مجلس رئاسي قادم؟!
إلى هذه اللحظة لم تطرح الأسماء.
 يعني لم يطرح اسم (علي ناصر) رئيساً؟!
نعم، لم تطرح الأسماء إلى الآن.. علي ناصر شخصية وطنية ويتمتع بإجماع، ويحظى باحترام الناس في الجنوب والشمال، وله قبول سياسي كبير جداً، لكن إلى هذه اللحظة لم يصل الناس إلى المستوى الذي يطرحون فيه الأسماء، هم ما زالوا يتحاورون على الشكل، شكل السلطة.
 وهذه الحوارات إلى أين وصلت الآن؟! ما النتائج؟!
إلى هذه اللحظة لا تزال حول شكل السلطة.
 ما هي القوى التي تتحاور؟!
هي بين القوى المناهضة للعدوان فقط، وفي ما يتعلق بالحوار مع الآخر الهاربين في الخارج، كان هناك جولتان (جنيف1) و(جنيف2) للمحادثات، أريد لهما أن تنصبا في قضايا لا علاقة لها بالواقع في اليمن، لا حول الفراغ، ولا حول تشكيل السلطة المقبول من الجميع، لم تقترب إزاء ذلك مطلقاً، كانت القضية محصورة حول ثلاثة إلى خمسة معتقلين، واستدعاء حصار مفتعل لتعز، حتى لم يتطرقوا لهذا الحصار الكبير المفروض على اليمن.
 ما طبيعة علاقتكم بالحراك الجنوبي؟! ما نوع التعاون في ما بينكم، وفي أي مجال تحديداً؟!
الحراك الجنوبي، نحن للأمانة كنا منفتحين عليه منذ وقت مبكر، نحن نقول بأن الحراك الجنوبي لم يتشكل حقيقة، الحراك الذي قاد الاحتجاجات في عدن منذ العام 2007م، هذا الحراك كان لديه قضية وطنية بامتياز، وعادلة، ولديه مظلمة واضحة، ونحن نصطف معه، تواصلنا معه عندما كنا متواجدين في الجنوب قبل الانسحاب، بأن يتسلم الحراك مهام إدارة شؤون الناس في الجنوب، ونحن ننسحب لمواجهة الغزاة، وما حصل أن الغزاة وخصوصاً في هذا الموضوع تدخلت كل البوارج المتواجدة في المحيط الهندي والبحرين العربي والأحمر، لتضرب في عدن، وتمنع إنجاز ذلك الاتفاق، بل وصل الأمر أن تحول طائرات الـf16 إلى قناص ضد الجيش واللجان والناس، هذا ما حصل في الجنوب، وسهلت انتشار القاعدة وداعش بدلاً عن الحراك، ودخل المحتل إلى الجنوب، إلى عدن.. إلى اليوم ما زلنا نتواصل مع الحراك الجنوبي، وهناك أيضاً ممثلون من طرفنا للحراك الجنوبي في أكثر من جولة من جولات الحوار، آخرها (جنيف2).. ونحن نتواصل مع الحراك سواء في الداخل أو الذين في الخارج.
 هل سنرى مستقبلاً تعاوناً عسكرياً بين الجيش واللجان وبين الحراك الجنوبي؟!
ربما، هذا بحسب ما ستفرضه المرحلة، وقد يصل الناس إلى ذلك، هذا غير مستبعد، لكن ما أريد أن أقوله أن لدينا القناعة الكاملة أننا لا نستطيع أن نلغي أحداً، ولا يستطيع أحد أن يلغينا، وهذا البلد لا يمكن أن يحكمه طرف بعينه، على الناس أن تقتنع بأن المشاركة في السلطة والثروة في هذا البلد بين جميع المكونات الوطنية.
 هل أنتم ذاهبون إلى جولة مفاوضات أخرى؟!
نحن لا نرفض المفاوضات من حيث المبدأ، ولكن نرفض أن تظل في شكلها وسياقها الذي يريده الآخر، الآخر يريد أن تظل المفاوضات حول القشور، ويرفض الدخول إلى لب المشكلة..  كما أن الحوار له متطلبات، ومتطلبات الحوار في أي بلد أن يهدأ صوت البندقية، لكي يتمكن الناس من الحوار، لكن ما يحصل أنهم يريدوننا أن نتحاور وطائراتهم تقصف وطننا بأكمله، واستمرار هذا غير مقبول، يجب أن يتوقف العدوان والحصار على اليمن ثم نتحاور، وغير ذلك هو غير مجدٍ.
 في حالة حوار قادم.. مع من سيكون؟! هل سيكون حوار أنداد بين اليمن وحلف العدوان؟! أم سيكون على ذات المسار السابق؟!
المسألة لها مسارات متعددة. هناك ما هو بين القوى السياسية اليمنية، وهذا حوار يجب أن يستمر، ويجب أن يتم، وهناك حوار آخر ومختلف، يتعلق بانتهاك سيادة البلد وشن الحرب عليها، وما ترتب على هذه الحرب من استحقاقات. هذا الموضوع يجب أن يناقش ويجري الحوار بين الأطراف المتحاربة، بين من غزا هذا البلد وبين أبنائه، ليست السعودية فقط، الولايات المتحدة وبريطانيا طرفا حرب رئيسيان، والسعودية مجرد أرجوز بيد هذه الدول، وفي هذه الحرب فقط.
 أنتم الآن كحكومة تصريف أعمال.. ما هي حدود عملكم، دوركم في كشف الاختلالات ومعالجتها؟ وما الذي أنجزتموه حتى الآن؟!
سأقول لك.. الوضع الاقتصادي هو المحور الرئيسي في عملنا.. الأعداء، المحتل، يوجه ضرباته إلى كل ما هو اقتصادي، استهدف مؤسسات الدولة الاقتصادية، وفرض علينا حصاراً جائراً من كل المنافذ، وبهذه الخطوة كان يريد أن يجفف كل منابع إيرادات الدولة، نحن نحاول أن نخترق هذا الحاجز.
أولاً في ما يتعلق بإيرادات الدولة، نحن نعمل على تنظيم هذه الإيرادات لتغطي نفقات البلد، وهذا ما فعلناه خلال المرحلة السابقة، على الرغم من أننا ورثنا خزانة فارغة، وهذا المعتوه بحاح الذي صرح قبل أيام بأنه تم استنزاف تريليون ونصف التريليون من خزينة الدولة. من استنزف هذا المبلغ هي حكومتك التي كنت على رأسها، من سرق هذه البلاد أنت وعبدربه وعشيرته.. التريليون ومائتا مليار التي صرفت وسحبت على المكشوف، أنت سحبت منها وعبدربه 880 مليار ريال من البنك المركزي.. ما يقارب تريليوناً سحبتها حكومة بحاح وقبلها حكومة باسندوة وعبدربه.
 مقاطعاً.. سحبتها في أي اتجاه؟! مصروفات شخصية؟!
نحن عندما أتينا إلى السلطة اكتشفنا ذلك. اكتشفنا أن الحساب المكشوف الذي سحب من البنك المركزي مبلغ 880 مليار ريال..
 خارج إطار الميزانية تقصد؟!
خارج إطار الميزانية، خارج كل شيء، لقد كانوا يعدون موازنة تقارب 3 تريليونات ريال موازنة سنوية، وعندما يصلون إلى شهر يوليو يقومون بوضع موازنة إضافية بما يقارب 800 مليار ريال، ولو عدت لحسابات السنوات السابقة ستجد ذلك.. نحن خلال ما يقارب العام أدرنا الدولة بما لا يتجاوز مبلغ نصف تريليون (500 مليار ريال)، بالرغم من أننا في حالة حرب كونية علينا، وفي حالة الحرب تختلف الأوضاع، وفي كل دول العالم تتضاعف الميزانية في مثل هذا الوضع، لكن ما حصل عندنا في اليمن كان العكس، ميزانية الدولة كانت في مستواها الأدنى، ومع ذلك صرفنا للناس رواتبهم وتغطية نفقاتهم، واستطعنا أن نغطي استيراد السلع الغذائية والمشتقات النفطية رغم هذا الحصار المفتعل وغير المبرر، الذي قال فيه ولد الشيخ بأنه لا يوجد حصار على اليمن، ونحن بدورنا طالبنا الأمين العام للأمم المتحدة، بأن يكون صريحاً ويقول بأنه لا يوجد حصار على اليمن، وهذا الحصار المفتعل يفرضه عبدربه هادي ويستفيد منه عبر ابنه جلال، فقط لا غير، هو يفرض الحصار علينا ولا يسمح للسفينة المحملة بالمشتقات النفطية أو المواد الغذائية إلا بعد أن ندفع له إتاوات، الجهات تدفع له إتاوات، بعض الجهات أو المؤسسات أو التجار والشركات تدفع له إتاوات تصل في بعض الأحيان إلى مليون دولار على الباخرة الواحدة لجلال هادي القائم على هذه السمسرة ووزير نقل أبيه..
 هل هناك وثائق ومستندات تؤكد ما تقول؟!
أكيد، عليك أن تزور مدير شركة النفط، أو أياً من المستوردين، وستعرف.. من الجريمة أن تفرض حصاراً على بلد بأكمله من أجل أن يستفيد شخص منه.
أيضاً في ما يتعلق بالجوالنب الأخرى، مثلاً لو خرجت إلى السوق ستجد المواد الغذائية موجودة رغم الحرب والحصار، والناس تستطيع أن تعيش ولو في الحد الأدنى، ونحن في حالة حرب.
منعوا عنا أن نصدر أي شيء، غاز وبترول...، وكل ما كان يعود بموارد على الدولة، وهذا أنهك ميزانية الدولة بشكل كبير، ولذلك بحثنا أن نعزز موارد الدولة وأن نجعلها بمأمن وألا يكون هناك تبذير فيها.
 نحن على وشك الدخول في الشهر الثاني من العام 2016.. ما الذي أنجزتموه من موازنة العام الجديد 2016م؟!
نحن لا زلنا نعتمد موازنة العام 2014م، لم نضف عليها شيئاً، وعلى الرغم من أن العام 2015م مقارنة بـ2014م استطعنا أن تكون الموازنة فيها ناقص عن موازنة 2014م بما يقارب 650 مليار ريال، وبالعلم أن موازنة العام 2014م كان هناك موازنة تكميلية لها بأكثر من هذا الرقم بكثير.
 لكن حتى اللحظة لم تعلن موازنة العام 2016م، هل ستتمكن اللجنة الثورية من الإيفاء بالتزامات البلد باعتبارها الآن أعلى هرم في السلطة؟!
بالتأكيد، ما يتعلق بالالتزامات تجاه المواطن، اللجنة الثورية وحكومة تصريف الأعمال ستفي بها، ولا قلق من ذلك.
 متى ستعلن الموازنة؟!
ربما لا تعلن كموازنة، لكن ما هو معتمد للجهات من مرتبات ومن نفقات تشغيلية ستسير كما هي، إلى أن يكون هناك وضع طبيعي نستطيع من خلاله أن نقدم موازنة.
 حول إجراءات ومهام الحكومة.. تم إيقاف مرتبات شخصيات عدة.. ما الآلية التي تتبعونها في اتخاذ مثل هذا الإجراء؟!
لم يتم إيقاف راتب أحد في الداخل من المتواجدين في أعمالهم إلا كإجراء إداري بحت.
الذين في الرياض واتخذوا قرار الحرب على اليمن والذين أيدوه في (مؤتمر الرياض)، هؤلاء تم إيقاف رواتبهم، وتم تحويلها إلى صندوق الأمانات، لأنهم أصبح لديهم استحقاقات من دولة أخرى ثمناً لعمالتهم، وقانونياً تسقط هذه الاستحقاقات لأنهم خانوا وطنهم.
قلنا لوزارة الخدمة المدنية أعلنوا للناس في كل مؤسسات الدولة بأنه على الجميع العودة لمزاولة نشاطهم، وإذا لم يحضر خلال 21 يوماً أجروا عليه اللوائح والقوانين.
 ما جدوى هذا الإعلان؟! ما الهدف؟!
هذا يهدف إلى شيئين: أولاً المغرر بهم في الداخل والذين يقاتلون في صفوف المرتزقة بأن يعودوا إلى أعمالهم، وبالتالي لا يصطف في المكان الخطأ، وبعودته لن يتعرض لأية مضايقة، وفعلاً عاد كثير من هؤلاء إلى صنعاء، وأفرج عن رواتبهم ولم يعتقلهم أحد ولم يتعرضوا لأذى، وقلنا نكتفي بذلك ويعود الناس لمزاولة أعمالهم، وكانت هناك استجابة كبيرة من قبل المجتمع.
الذين في الخارج ظلوا على غيهم، لم يعد أحد إلى الداخل، ولذلك الإجراءات المعتمدة حسب قانون الخدمة المدنية، ستسري عليهم.
 كيف تجد مواقف الحزب؟! هل لا يزال هناك حزب اشتراكي فعلاً؟! اشتراكي المضمون لا الاسم.
لم يعد هناك اشتراكي في المضمون، المضمون في عقلية مناضلي هذا الحزب الذين يتوزعون الجغرافيا اليمنية.
الاشتراكيون كثير منهم ضد العدوان إن لم يكن غالبيتهم. كثير من أعضاء اللجنة المركزية للحزب اصطفوا ضد العدوان، بل والبعض استشهد في ساحات المعركة.
 مثل من؟!
مثل الأخ صالح الأبرص سكرتير أول الحزب محافظة البيضاء وعضو اللجنة المركزية استشهد وهو يدافع عن الوطن، تمت تصفيته، اغتيل بسبب مواقفه ضد العدوان.. الأخ يحيى خميس الزايدي من صرواح وهو عضو مركزية، الأخ محمد خليف الله سكرتير أول الحزب في صعدة تعرض لمحاولة اغتيال بسبب مواقفه، أعضاء كثيرون وقيادات كثيرة في اللجنة المركزية وحتى المكتب السياسي، وعلى رأسهم أستاذنا القدير الأستاذ عبدالله بيدر.. هناك من اختطف قرار الحزب، ولم يختطف قراره في 2015م بل في 2012م عندما أراد ياسين سعيد نعمان أن يجر الحزب إلى مربع لا يمكن أن يكون فيه الحزب أصلاً، من خلال اتخاذ قرارات ارتجالية لا تعود إلى هيئات الحزب، جعلت الحزب يفقد بوصلته وكثير من مناضليه يتحيرون من موقف الحزب، وعندما بدأ العدوان على الوطن أدرك الكثير أن هذا الموقف المتخاذل للحزب بني خلال السنوات التي كان على رأس أمانة الحزب ياسين سعيد نعمان، تم الإعداد لهذه المواقف وتم إيجاد فصيل انتهازي داخل الحزب يشتغل من أجل مصالحه الشخصية، وليس من أجل ما يناضل من أجله الاشتراكيون. لكني مؤمن أن هذه الانحرافات سيتم تصحيحها من قبل المناضلين الشرفاء في الحزب، وسيتم استرجاع قرار الحزب، وسيعملون كي لا يحدث مرة أخرى أن يصطف الحزب مع اليمين، بل وأكثر يمينية في بعض المرات.