لن تنطلي علينا مكيدتهم!
 

دينا الرميمة

دينا الرميمة  / لا ميديا -
 لم يعد هناك شك حول الدور الكبير في حرب اليمن، والمندرج تحت المطامع الأمريكية في "الشرق الأوسط"، ومن خلفها "إسرائيل" التي أوكلت إليها تنفيذ مهام خطيرة في الدول العربية من شأنها أن تعزز سيطرتها على المقدسات الإسلامية وما يروق لها من الأراضي، التي تجعلها المتنفذ الأكبر في المنطقة بعد انشغال العرب بمشاكل ونزاعات زرعتها أمريكا كي تلهيهم عن تحركات العدو الصهيوني، بمعنى أن هناك مؤامرة كبيرة على الأمة وشعوبها، خاصة تلك التي تحمل انتماء للقضية الفلسطينية وترفض المشاريع الاستعمارية، وشعبنا اليمني أبرزها، كونه يهتم بقضايا الأمة والمنطقة ولديه من الوعي الكثير تجاه الخطر الأمريكي والصهيوني!
لا شيء يدعو للاستغراب، فالنهج معروف بشيطنة كل من يخرج عن طاعة الشيطان الأكبر (أمريكا) ويرفض تقديم الولاء لزمرته، فقط ما يتجدد هي الأساليب والطرق لخداع الحمقى، لأنهم كفروا بأمريكا وبربيبتها "إسرائيل" بواحاً وحطموا ألوهيتها الزائفة.
لذلك فقد وقع الشعب اليمني تحت دائرة الغضب الصهيوني والأمريكي المتمثل بعدوان أعلن من واشنطن، بغية إركاعه وثنيه عما يحمله من معتقدات راسخة وقيم وأصول ثابتة!
كما أن موقع اليمن الجغرافي الهام كان أحد أسباب هذا العدوان، فباب المندب وجزيرة سقطرى هما حلم "إسرائيل" للتمدد في المياه الإقليمية، وأيضاً بحكم ما تملكه اليمن من وفرة ثروات نفطية ومعدنية... كل هذه الأسباب مجتمعة جعلت النظام السعودي يشن عدوانه على اليمن بغية التقرب بدماء الشعب اليمني زلفى لأمريكا ووسيلة لاستحقاق محمد بن سلمان الحكم. كما أن للسعودية أيضا أطماعها الخاصة في اليمن التي لا تراها إلا بعين الحاقد الحاسد!
إن هذا العدوان، وكما وصفه "السيد القائد"، رأسه المدبر أمريكا وقلبه "إسرائيل" ومموله ومنفذه النظام السعودي الذي ظن أنه بأمواله سيحقق مراده ومراد أربابه في أيام قليلة، فعمد إلى شراء كل عوامل القوة وكل ما سيمكنه من تحقيق النصر حسب اعتقاده، فاشترى جحافل من المرتزقة، بمن فيهم الجنجويد والبلاك ووتر، وسخر لهم ترسانة عسكرية ضخمة تضم أحداث أنواع الأسلحة، كما اشترى القوانين والمنظمات والضمائر التي ذهبت لاهثة وراء رائحة النفط الخليجي، لكن رغم كل ذلك لم يحصدوا سوى الخيبة والفشل.
أما اليمنيون، ورغم افتقارهم آنذاك لأي من وسائل القتال لصد العدوان، فإنهم تحلوا بصبر استراتيجي في المواجهة وطوروا قدراتهم في مجال التصنيع العسكري حتى وصلوا إلى ما يمتلكونه اليوم من سلاح رادع تمكنوا به من تنفيذ عمليات ردع موجعة للعدو السعودي وفي عمق أراضيه، وهو ما جعل أمريكا تتيقن أن هزيمة الشعب اليمني أمر مستحيل، ولذا فقد بدأت ترسل مفاوضيها لإيقاف هذه الحرب، وذلك عبر طرق ملتوية تحفظ بها ماء وجهها ووجه حليفتها السعودية.
كانت المبادرة السعودية واحدة من هذه الطرق الملتوية. غير أن الطرف الوطني تنبه لما تحمله تلك المبادرة من فخاخ ومكائد أمريكية، كونها تتضمن المقايضة بين الجانب الإنساني ووقف استهداف السعودية، ولم تتضمن ما من شأنه وقف دائم للعدوان ورفع الحصار، لذلك تم رفضها، فلا سلام إلا بوقف كلي للعدوان ورفع الحصار.

أترك تعليقاً

التعليقات