خريف الخيانة!
 

دينا الرميمة

دينا الرميمة / لا ميديا -
كل جرم قد يُغتفر ويُعفى عن مرتكبه؛ إلا خيانة الوطن، فلا غفران منها؛ كونها تقتل وطناً وشعباً. خيانة الوطن هي النجاسة التي لا طهارة منها، وإن اغتسل صاحبها ألف مرة. هي خيانة للعهد والولاء، واقتلاع لكل معاني الانتماء للأرض، وبيع للضمير والقيم بأرخص الأثمان. هذا إذا كان الخائن شخصاً؛ فكيف يكون الحال عندما يكون الخائن رئيساً لوطن أعطاه شعبه ثقته ليكون هو المدافع الأول عنه وعنهم، وإذا به يصبح أول من يرمي هذا الوطن بحجارة الحقد والخيانة؟! لا شك أن هذا من أبلغ مصابات الأوطان وأعظم فجائعها.
وهذا هو ما عاشه اليمن وعانى منه طيلة 33 سنة من قبل علي صالح الذي ائتمنه الشعب على الأرض، فإذا به يصير العدو الحقيقي لليمن، وهو الذي ما إن اعتلى كرسي الحكم بالخيانة ليبدأ معه تاريخ حافل بالخيانات القاتلة التي يفاجئنا بها الزمن يوماً بعد آخر، فمن تآمره مع النظام السعودي على الرئيس الحمدي الذي أراد أن ينهض باليمن بمشروعه الوطني، فأرادوها أن تكون حديقة خلفية لمملكتهم وجعلوا من أبنائها مجرد أجراء لديهم، كان همهم أن تصبح اليمن بلا قرار أو سيادة أو نهضة، لذلك أوعزوا لعفاش قتل الرئيس الحمدي ليعتلي هو منصب الرئاسة.
كان كالدمية بأيديهم، ولأجلهم جعل من اليمن دولة فقيرة، وقتل فيها كل مشروع من شأنه أن ينهض بالبلد، ثم قام بتسليم البلد للأمريكي يسيره كيف شاء، ويعبث بكرامة أبنائه، ويقضي على أي قوة قد تقف في وجه مشروعه الاستعماري، وسلمه الأنظمة الدفاعية للبلاد في العام 2005 وقام بتفجيرها حتى لا يكون هناك شيء يهدد أمنه وبقاءه في اليمن. كل هذا قبل العدوان.
أما خلال سنوات العدوان فلم يكن موقفه سوى امتداد لكل تلك الخيانات، ومواصلة لكل ما كان يطلب منه من قبل دول العدوان، التي أرادت تقسيم اليمن وتجزئته إلى أقاليم، وبعد فشلها في ذلك شنت الحرب عليه. وكان عفاش وكعادته يتظاهر بالوطنية ويدعي أنه ضد العدوان، بينما كان هو اليد الطولى للعدوان. وغالبا ما كان ينسب كل الانتصارات التي يحققها رجال الله في الجبهات لنفسه، بينما كان هو عين العدوان داخل اليمن وأداته الطيعة.
غير أن الخيانة مهما استمر أمدها لا بد أن تنفضح، والخونة مهما تستروا بالوطنية وارتدوا رداءها، لا بد أن ينكشفوا وتظهر حقيقتهم العفنة، وهذا ما حدث مع عفاش الذي انكشفت حقيقته في فتنة كانون الأول/ ديسمبر 2017، الذي وقف رجال الله وشعب اليمن الواعي له بالمرصاد، ليفشلوا مخططه الخبيث في جر البلاد إلى حرب داخلية يستفيد منها العدوان.
فحكم على نفسه بنهاية مخزية وذليلة كانت نهايته الحتمية، وقضى نحبه خائناً يجر أذيال خيانته وعمالته ولعنات تلاحقه إلى يوم القيامة.

أترك تعليقاً

التعليقات