نهضة في زمن الحرب والحصار!!
 

دينا الرميمة

دينا الرميمة / لا ميديا -
أياماً قلائل ونطوي آخر صفحات العام السادس من العدوان. وما بين الأيام الأولى للعدوان واليوم ثمة فروق شاسعة لم تكن تتوقعها دول العدوان، التي تناست مصير كل من حاول أن يحتل اليمن، كالعثمانيين الذين تلقوا أكبر هزيمة في اليمن وتكبدوا خسائر بشرية جعلتهم يصفون اليمن بـ"مقبرة الأناضول". بيد أن حكام السعودية بطبيعتهم النرجسية والمعروفة بالعداء والحقد الشديدين لليمن تجاهلوا تلك الحقيقة إرضاء لأمريكا التي وظفتها لتحقيق مآربها في "الشرق الأوسط" عامة وفي اليمن خاصة، بعد أن كانت قد رسخت أوتادها فيها وعملت على تجريدها من كافة مظاهر القوة واستهدفت كافة القدرات العسكرية والدفاعية اليمنية، بتماهٍ من النظام السابق الذي فتح اليمن للأمريكان تحت مزاعم "مكافحة الإرهاب" بعد حادثة المدمرة كول، لكن اليمنيين أفشلوا مخططها وأخرجوها تجر أذيال خيبتها.
فأضمرت حينها النوايا الخبيثة للانتقام من الشعب اليمني على يد حلفائها السعوديين الذين قاموا بشن عدوانهم على اليمن.
ومع انطلاق عدوانهم الذي أعلن من واشنطن، وما حمله من وحشية وبشاعة قصفاً وحصاراً وقتلاً وتدميراً منذ لحظاته الأولى، ظهر السيد القائد عبدالملك الحوثي محذراً دول العدوان من مغبة استمرار عدوانهم على اليمن والذي سيكلفهم كثيراً، لأن الشعب اليمني لن يظل مكتوف الأيدي ينتظر موته وإبادته. وطيلة سنوات عدوانهم وفي كل مناسبة كان السيد القائد يرسل لهم النصح معززاً بتحذير من الاستهانة بقوة اليمنيين وبأسهم.
بدأ اليمنيون معركتهم من الصفر، متحلين بصبر استراتيجي مكنهم من قلب موازين المعركة لصالحهم، إذ تمكنوا من صنع أسلحة عسكرية نوعية تفوقت على سلاح الأمريكي والبريطاني، وجعلت قوى العدوان تنذهل من قدراتها الاختراقية والدفاعية، والتي كان سيد الثورة قد تحدث عنها مع بداية العام السادس للعدوان قائلاً: "قادمون في العام السادس بمفاجآت لم تكن في حسبان العدو".
وهي المفاجآت التي توالت على قوى العدوان طيلة العام السادس من العدوان، سواء في الجبهات الداخلية أم على مستوى عمليات الردع في العمق السعودي، وكان آخرها عملية الردع السادسة التي استهدفت رأس تنورة أكبر ميناء نفطي في العالم. كما أن معرض الشهيد القائد الذي تم افتتاحه في الذكرى السنوية لاستشهاده ضم أسلحة نوعية متطورة جديدة ما بين الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والألغام البحرية.
ومع الاستمرار ببناء القوة التي أمر الله بها عباده المؤمنين في قوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"، فإن العام السابع صمود سيكون أنكى وأشد طالما استمر العدوان والحصار لليمن، الذي بات اليوم يرسل الرسائل الباليستية الموجعة لهم، وبالوقت ذاته مازال يمد يده للسلام من موضع قوة، حقناً للدماء ووأدا للفتنة التي لا تخدم سوى المشروع الصهيوني ولا أحداً سواه.

أترك تعليقاً

التعليقات