مأرب.. حكمة بلقيس وخيانة المرتزقة!
 

دينا الرميمة

دينا الرميمة / لا ميديا - 

على عكس ما ذكره القرآن الكريم في قصة بلقيس ملكة اليمن آنذاك مع نبي الله سليمان وكيف تصرفت بحكمة اليمنيين خوفاً على الأرض الطيبة وأهلها قائلة لقومها "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة"، فاستطاعت بحكمتها وحنكتها أن تجنب أرض سبأ مآلات حرب مع جنود لا قبل لهم بها وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين.
وما خشيته بلقيس ذات يوم ها هو اليوم يحدث بكل تفاصيله، حين فتحت أرض سبأ لكل الفاسدين والخونة الهاربين من كل أرض يمنية فتلقفتهم أيادي الخونة من أبناء مأرب وجميعهم فتحوها للسعوديين والإماراتيين والمرتزقة السودانيين فأفسدوا فيها وجعلوا أهلها أذلة صاغرين، ورفعت أعلام السعودية والإمارات فوق جبالها وسدها ذي التاريخ الحضاري واعتلت صور حكامهم جدران مبانيها!
وأصبحت مأرب مقراً لكل فعل خبيث ينكأ الأرض اليمنية ودار تآمر على الشعب اليمني الذي حرم من غازها ونفطها وصارت عائداته وقوداً مغذية للحرب عليهم، وجزء كبير منه يحول إلى أرصدة بنكية للمرتزقة.
ضاقت مأرب على أهلها الرافضين للعدوان على بلدهم فتمت تصفيتهم كما حدث لآل سبيعيان وأشراف مأرب، والكثير من الأسر التي مازالت تحمل صكوك انتمائها لليمن وجينات بلقيس وأجدادهم أولي القوة والبأس الشديد، وكمصيدة أصبحت مأرب تتلقف اليمنيين الأبرياء وعابري السبيل بذنب الانتماء والمذهب وجرم حب اليمن وعشق الكرامة ليحكم عليهم بالموت البطيء داخل زنازين هي أكثر سوءاً من معتقل غوانتنامو سيئ الصيت، يمارس بحقهم الفعل الخبيث الذي دربهم عليه الأمريكي والصهيوني من التعذيب والقتل للأسرى في قصص منها ما يبكي الحجر الأصم، إلى أن وصل الحال بهم إلى انتهاك حرمة المرأة واختطافها من داخل منزلها وبيعيها أسيرة ذليلة للعدو السعودي، في فعل لم يسمع به في تاريخ اليمن، بداية بسميرة مارش وانتهاءً بحادثة اختطاف 8 نساء من مخيمات النازحين وما بينهما جرائم اغتصاب لم تظهر للعلن إلا مؤخرا، ليدل ذلك على مدى ما وصل إليه المرتزقة من عري أخلاقي وقيمي وتخل عن الأعراف اليمنية التي تعطي للمرأة قدسية لن تجدها في أي بقعة من بقاع الأرض!
كل تلك الجرائم كانت كفيلة بأن يتحرك رجال اليمن صوب مأرب لتطهيرها من رجس أولئك الشياطين بعد صبر تحلوا به لست سنوات خوفاً على مأرب وتحسباً لخبث العدو الذي لن يتورع عن قصف محطات النفط والغاز، بيد أن جريمة اختطاف النساء لا تحتملها غيرة الرجل اليمني التي تفجرت كسيل العرم تجتاح قرى ومديريات مأرب، وأمامه استسلمت الأرض طواعية وكرهاً فطهروها تطهيرا وخلال أيام قليلة أصبح المجاهدون على تخوم قلب مدينة مأرب.
هذه الانتصارات لم يجد لها إعلام المرتزقة من تفسير إلا اتهام أنصار الله بالكبر والخيلاء الذي أصابهم وجعلهم يتجرؤون على مأرب بعد أن أخرجهم بايدن من القائمة الأمريكية لـ"الإرهاب"، وهم هنا غير معتوب عليهم، فأمريكا بالنسبة إليهم هي الرب الأعلى الذي يمنح النصر لمن يشاء ويسلبه ممن يشاء، وهذا أيضاً منطق من يفتقد شعور الغيرة على الدين والعرض والوطن!
واستباقاً لخسارتهم مأرب بدأوا يرددون نغمتهم المألوفة بأن جنودهم يقاتلون دون دعم ودون راتب، ولكن سرعان ما تفضحهم الغنائم التي تصبح في أيدي الجيش واللجان الشعبية في كل موقع يسيطرون عليه، وقريباً ستفضحهم مأرب بعد أن تعلو فيها صرخات المجاهدين ويسحق الخونة ويعود المحتل أدراجه إما هاربا أو جثة هامدة، وشتان بين حكمة بلقيس اليمن وخيانة المرتزقة من أبنائها.

أترك تعليقاً

التعليقات