لبعض تعز.. متى الصحوة؟!
 

دينا الرميمة

دينا الرميمة / لا ميديا -
حزينة ودون هوية غدت تعز منذ أن أُلبست بعض جغرافيتها ثوب الارتزاق والعمالة لأرباب العدوان الذين جعلوا تربتها أشبه ما تكون بصفيح ساخن يحرق كل من عليه دون استثناء، حتى أولئك الذين أيدوا «عاصفتهم» وصدقوا وعودها لهم بحياة كريمة ومدينة شبيهة بمدنهم الزجاجية، فما كان إلا أن صبوا عليهم عذاباتهم وحقدهم، وجندوا منهم مرتزقة ومليشيات مسلحة وحّدتهم الخيانة وفرّقتهم المصالح الشخصية فتقاتلوا فيما بينهم لتمكين المحتل من تعز وممرها البحري اللاهثة عليه دول الشرق والغرب.
هناك، حيث ارتفعت الأيدي ملوحة بالشكر لسلمان وعيال زايد تأييدا لـ»عاصفة» عدوانهم على اليمن وكل جرائمهم وإجرامهم بحق اليمنيين، وصفقت لكل عمليات التصفية العرقية والمناطقية وكل جرائم الذبح والسحل والتهجير بحق أبناء تعز، وتمزيق نسيجها الاجتماعي، التقت كل عناصر «داعش» و»القاعدة» من كل المدن حاملة سواطير الذبح والتنكيل لكل من يناوئ مشروعهم المشوه لكل قيم ومبادئ الإسلام، بدعم من دول العدوان، بهدف انتزاع صوفية تعز السمحة واستبدال الإسلام الوهابي بها، واستبدال ثقافة الذبح والخنوع والعنصرية، بثقافتها التي لطالما فاخرنا بها!
فصار الخوف والانفلات الأمني هو الوضع السائد في تعز، وانتشرت جرائم القتل مجهولة الهوية، وجرائم القتل في وضح النهار، تنفذها مليشيات العدوان، الذين تسيدوا تعز بلغة السلاح، وتحكموا بمصير أهلها، وفرضوا الإتاوات على التجار والباعة البسطاء، وضيقوا الخناق على أهلها، فغادرها أغلبهم بحثا عن لحظة أمن ولقمة عيش، بعد أن ارتفعت أسعار المواد الغذائية، وأصبح الجوع يهدد حياة الناس، فخرجوا بمسيرات لم تكن أكثر من «ثورات جياع» تطالب المحتل بإشباع بطونهم الخاوية بدلا من أن تكون مطالبة برحيله من تعز ومن كل اليمن، خاصة بعد أن تكشف لهم حقيقة ما جاء به إليهم وما صار إليه حالهم، وهو المصير الحتمي لكل من يفتح ذراعيه للمحتل ويظنه سيأتي له بالخير ويتجند تحت لوائه مقابل بعض الريالات على حساب وطن وشعب ذاق مرارة الحرب والحصار.
قد يظن البعض أن حديثي هذا هو من باب الحقد على أهل تعز الذين صمتوا على جرائم الذبح والتهجير التي ارتكبها مرتزقة الاحتلال بحقنا! وقد يعد البعض كلماتي نوعا من الشماتة والتشفي بتعز، وهم جداً مخطئون، فنحن إن كنا خسرنا وجودنا في تعز وعلى أرضها سالت دماء الكثير منا إلا أننا كسبنا وطناً بأكمله وأصبحنا به وعليه أحراراً شامخين.
حديثي الدائم عن تعز إنما يأتي من وجع على الأرض التي تربينا عليها ومن جبالها أخذنا كل معاني الثبات والانتماء للأرض، ومن قلعتها القاهرة استلهمنا معنى الصمود والإباء...!
ولعل كلماتي تبلغ مسامع أبناء تعز وتطرق ذواكرهم فتحيي فيهم روح الثورة وتذكرهم بتاريخ تعز الحي بالثورات المناهضة للطغاة والمطالبة بالحرية والسيادة لليمن، فتكون ثورة تخرجهم من تحت عباءة المحتل ويعيدوا لتعز مجدها ووطنيتها لتعود يمنية الهوى والهوية.

أترك تعليقاً

التعليقات