محمد فايع

كلنا يتذكر حكاية ما يسمى القاعدة «أنصار الشريعة» قبل ما يقارب ست سنوات أو أقل.. يوم أن كانت تلك العناصر التكفيرية تصول وتجول وتدمر وتقتل في مدن أبين في لودر زنجبار وغيرها حينها وصل الأمر إلى أن مكنت تلك المجاميع التكفيرية من النيل من الجيش اليمني ومن إلحاق الهزائم بألوية الجيش المرابطة في أبين بعد أن مُكِّنت من السطو على معسكراته ومن استهداف مقرات المؤسسة الأمنية والعسكرية في قلب مدينة عدن وفي عدد من مناطق محافظات الجنوب لتنتقل بعد ذلك وفق مخطط دراماتيكي للتمركز في جبال أبين وعلى مشارف مدنها الاستراتيجية حينها أعلنت وسائل إعلام صناع تلك المجاميع صفارات الترويج والتهويل والتضليل صانعة لتلك المجاميع التكفيرية هالة من الحضور على الساحة اليمنية بشكل عام وعلى أرض أبين بشكل خاص لنسمع إثر ذلك النفير الإعلامي بالأمريكان ومنظومة العملاء في الداخل والخارج وهم يتحدثون عن الخطر «السوبرماني» لتلك المجاميع التكفيرية في شرعنة واضحة للتدخل الأمريكي تحت عنوان التحالف الدولي لمكافحة ما يسمى الإرهاب، وقد قدم التدخل الأمريكي العسكري المخابراتي حينها بأنه لا يعدو عن كونه مجرد إرسال خبراء أمريكيين لمساعدة الجيش اليمني في مواجهة مسمى القاعدة في أبين. 
فماذا كانت النتيجة المترتبة عن المشاركة الأمريكية المباشرة ؟ لقد كانت النتيجة الحضور الأكبر والتسهيلات الأكثر لتلك المجاميع التكفيرية ومن ثم الإنجازات والانتصارات الأسرع على ألوية الجيش ومحاصرتها على مشارف مدن أبين، حينها وفي تلك الأثناء وتحت مسمى مواجهة ما يسمى القاعدة وأنصار الشريعة في أبين تعرضت مدن أبين إلى تدمير شامل وحصلت مجازر جماعية وعمليات نزوح غير مسبوقة وفي نهاية المطاف شاهد العالم كله السفير اليهودي الأمريكي وهو يتجول بكل أمن وطمأنينة على أنقاض الدمار في داخل مدن أبين التي خلت من سكانها وقد بلغ الاستخفاف الإعلامي بوعي الرأي العام الداخلي والخارجي أن قدمت زيارة السفير الأمريكي اليهودي إلى أبين كمشاركة في الانتصار الذي قالوا إن الجيش اليمني حققه في أبين على ما يسمى القاعدة.
ما يجري في أبين اليوم هو تنفيذ لنفس المخطط ولنفس السيناريو فبعد تمكين تلك المجاميع التكفيرية من السيطرة على عدد من المدن والمناطق في حضرموت وعدن ها هم يرسلون طلائعهم التكفيرية من جديد إلى أبين حيث يأتي ذلك في إطار مسعى تحالف ثلاثي الشر بقيادة أمريكا وإسرائيل يهدف إلى تمكين تلك المجاميع التكفيرية من السيطرة على محافظات الجنوب الاستراتيجية باعتبارها الطلائع التي يعتمد عليها ثلاثي العدوان في تنفيذ المرحلة الأولى التي تهيئ وتبرر لتنفيذ مرحلة التواجد الأمريكي الصهيوني المباشر في تلك المحافظات والمناطق الاستراتيجية. 
كيف يمكن أن نواجه المخطط الأمريكي في مرحلته الأولى؟ 
أعتقد أن التحرك الكفيل بإفشال المخطط الأمريكي الصهيوني في مرحلته الأولى يبدأ من الحضور والتناول الإعلامي الحكيم حيث يجب أن يكون التوصيف الإعلامي لتلك العناصر على أنها طلائع الاحتلال الأمريكي الصهيوني. 
أن يركز خطابنا الإعلامي على الترسيخ لدى الرأي العام بأن اليد الأمريكية السعو صهيونية هي من تقف وراء دعم وتمكين وجرائم تلك المجاميع التكفيرية في اليمن وفي مختلف بلدان العالم الإسلامي بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص، مستعينين بتلك الحقائق التي كشفت مؤخراً في سوريا واليمن والعراق وغيرها عن اليد الأمريكية الصهيونية الصانعة والداعمة للمجاميع التكفيرية بكل مسمياتها. 
أن نكشف الأهداف الاستعمارية الأمريكية الصهيونية من وراء تمكين تلك العناصر في أبين وقبلها من حضرموت وعدن مع التأكيد بان المخطط الأمريكي الصهيوني بدءاً من احتلال المواقع يهدف إلى تحويل اليمن بموقعه البري والبحري إلى بوابة ومنطلق لاستهداف المنطقة والعالم الإسلامي برمته وصولاً إلى إنشاء ما يسمونه بنموذج الشرق الأوسط الجديد وفق معايير أمريكية صهيونية رأس حربتها تمكين طلائع التكفير الداعشية من العبث بأمن واستقرار بلدان وشعوب المنطقة ويهدف في الأخير إلى تحويل بلدان المنطقة العربية إلى كنتونات تمكن من تنفيذ مخطط السيطرة الأمريكية الصهيونية المباشرة على المنطقة وفي مقدمتها السيطرة على مقدسات الحج مكة والمدينة.
من هنا أعتقد أن معركتنا في مواجهة المخطط الأمريكي الصهيوني التكفيري هي معركة الوعي وهي معركة إعلامية تثقيفية بالدرجة الأولى وإنها لعمري المعركة التي ان انتصرنا فيها أفشلنا المخطط الأمريكي الصهيوني.

أترك تعليقاً

التعليقات