موعد مع النصر والتمكين
 

محمد فايع

محمد فايع / لا ميديا -
ونحن اليوم نشهد حالة من التهاوي والانحسار العسكري وحالة التصدع والبعثرة السياسية التي تعيشها كيانات وقوى العدوان على اليمن يجب أن نعي جميعا أن صناع العدوان وأدواتهم المحلية والإقليمية سيسلكون كل المسارات لاختراق جبهتنا الداخلية وسيحركون أياديهم الداخلية كما سيستخدمون كل الوسائل القبيحة والمنحطة والغادرة ويقدمون على كل فعل قبيح وإجرامي من أجل إلحاق الأذى بهذا الشعب وقياداته الخيرة، الأمر الذي يستدعي وعياً وحضوراً ويقظة عالية ويستدعي وحدة وصلابة الجبهة الداخلية أكثر من أي وقت مضى، كما يستدعي التحرك الرسمي والشعبي الموحد على قلب رجل واحد الممثلة بالقيادة الشعبية الثورية، وبذلك يتمكن الشعب اليمني بقواه الحرة من أن يوصد كل الأبواب والمنافذ التي قد يلج منها العدو بمخططاته الفتنوية الإجرامية إلى جبهتنا الداخلية، وليس ذلك فقط، بل سينكشف بذلك كل وسيلة وكل فرد أو كيان قد يستخدمها العدو لضرب جبهتنا الداخلية سواء على المستوى الأمني أو العسكري أو على المستوى السياسي أو الإعلامي أو الاجتماعي.. ذلك لأن حالة التهاوي والتصدع والهزيمة التي وصل إليها العدو وأدواته العدوانية ستدفع به إلى كشف كل أوراقه وأدواته على مختلف مجالات المواجهة.
اليوم يدرك الجميع أن إيقاف العدوان والحصار على الشعب اليمني لم يعد مجرد مطلب لليمن وشعبه، بل أصبح مطلبا ومخرجا ملحا لصناع العدوان ولكيانات النفاق والتبعية في المنطقة وعلى رأسها الكيانين السعودي والإماراتي.
إن مسالة توقف العدوان العسكري على اليمن أصبح مطلبا لصناع ورعاة العدوان أنفسهم وعلى رأسهم العدو الأمريكي، لذلك يجب أن يعلم شعبنا بكل قواه الحرة علم اليقين أن العدوان العسكري حينما يتوقف وتضع الحرب أوزارها فإن العدو سيبدأ عدوانا وحصارا ناعما يسلك مسار الخداع والتضليل ويعتمد على آليات العمل الاستخباراتي كما سيتخذ من إنشاء الخلايا ومن تجنيد شذاذ الآفاق جيشا ومن الإعلام والمال والدسائس والشيطنة للمكونات والقيادات الوطنية والإيمانية الصادقة ومن الاغتيالات سلاحا، كما سيتخذ العدو من المكونات والقيادات والزعامات السياسية منها الاجتماعية والثقافية العميلة وبخاصة تلك التي طال عليها الأمد في خدمة العدو حاضنا وراعيا لتلك الخلايا والمجاميع الإجرامية من شذاذ الآفاق.
على السياق ذاته، من المؤكد أن التحالف الأمريكي الصهيوني وكيانات النفاق الموالية له في المنطقة بعد فشل وهزيمة العدوان العسكري سيعمل على صناعة قيادات وإنشاء مكونات عميلة جديدة، لتكون رأس حربة للعدو في تنفيذ مخططاته الخبيثة في اليمن وسيدعمها بسخاء، بينما سيستغني العدو عن قيادات ومكونات يرى أن صلاحيتها انتهت بالنسبة له.. لذلك في مواجهة هكذا مسارات ومخططات ناعمة شيطانية خبيثة ليس هنالك أمضى وأقوى وأهم من سلاح الوعي الجمعي بطبيعة الصراع مع العدو، والذي يجب أن يتسلح به كل أبناء الشعب اليمني وعلى رأسه القوى والنخب والقيادات والزعامات الاجتماعية والسياسية والثقافية والإعلامية.. حينها سيكون الشعب اليمني على موعد مع النصر والتمكين.
من المهم اليوم والضروري أن يدرك شعبنا وعلى رأسه قياداته ومكوناته السياسية والاجتماعية ونخبه الثقافية والتربوية والإعلامية أن سلاح الوعي الجمعي للشعب اليمني حينما يكون حاضرا باليقظة والحذر ومجسدا بصلابة وحدة الجبهة الداخلية وبوحدة التحرك على قلب القيادة الثورية والشعبية في مختلف مجالات وميادين الصراع مع العدو فإن النتيجة ستكون حتما أن يتمكن اليمن (الأرض والإنسان) من تحقيق وحدته وحريته واستقلاله وسيادته الحقيقة بما سيترتب على ذلك من نهضة يمنية إيمانية راقية وكريمة للشعب اليمني في مختلف مجالات الحياة وتسستمر لأجياله المتتابعة.
على مستوى المنطقة والعالم الإسلامي لا ريب أن اليمن بتجربته المنتصرة وبما حباه الله من موقع استراتيجي بحري وبري هام محوري وأساسي على المستوى الإقليمي والدولي، ومن مقومات اقتصادية هائلة سيكون له دور رائد في صناعة الوعي والتحرك الموحد لشعوب الأمة ليس فقط على مستوى الدفع بالشعوب واستهاضها في مواجهة أعداء الأمة الإسلامية، بل في إلحاق الهزيمة المحققة بكل أنظمة وكيانات وقوى الاستكبار والنفاق العالمي والإقليمي وصولا إلى تطهير المنطقة والعالم الإسلامي من كل قواعد وكيانات تحالف الاستكبار والنفاق وإلى الأبد.
ذلك وعد الله المحتوم الموسوم في سورة الإسراء بوعد الآخرة.

أترك تعليقاً

التعليقات