بقرار فرضته عمليات جبهة الإسناد اليمنية
- محمد فايع السبت , 18 يـنـاير , 2025 الساعة 12:07:25 AM
- 0 تعليقات
محمد حسين فايع / لا ميديا -
في البداية دعونا نؤكد ما أكده السيد القائد في خطابه الأخير بأنه لا ريب أن أعظم تضحية في إطار جبهات الإسناد كان لحزب الله في لبنان، وقد كانت جبهة قوية جداً ومؤثرة ووصلت إلى حرب شاملة مع العدو «الإسرائيلي» وقدم حزب الله في جبهات الإسناد ما لم تقدمه الأمة في أي جبهة من جبهاتها، ولا في أي جهة من الجهات، ولا يوجد نظام ولا جماعة قدمت تضحيات مثل حزب الله، وعلى رأسها شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه وقدم شهداء كثراً من القادة والكوادر والمجاهدين وكذلك من الحاضنة الشعبية، وأسهم إسهاماً حقيقياً في المعركة ضد العدو «الإسرائيلي».
بعد أن سقطت سورية بفعل التآمر الأمريكي «الإسرائيلي» وأدواته من أنظمة وكيانات التبعية والخيانة اعتقد كيان العدو أنه قد تمكن من الانفراد بالشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة وبالتالي سيمضي إلى التسريع بتنفيذ مشروعه التوسعي؛ إلا أن جبهة الإسناد اليمنية أتته من حيث لا يحتسب، بعملياتها التصعيدية والنوعية والمؤثرة، وبالتالي كان اليمن -قيادة وشعباً وقوات مسلحة- حاضراً بعملياته التصعيدية للحيلولة دون أن يترك لكيان العدو أي فرصة للانفراد بقطاع غزة، مجسداً ذلك بالذهاب إلى تنفيذ ضربات صاروخية وبسلاح الجو المسيّر، نوعية ومؤثرة وغير مسبوقة.
عمليات جبهة الإسناد اليمنية التصعيدية لم تكن مجرد عمليات عشوائية تراكمية لا أثر لها، بل كانت عمليات منظمة ومدروسة وذات أبعاد استراتيجية. كما كان لها آثار فورية ملموسة ومعاشة على العدو وفي مختلف المجالات وعلى كافة الاصعدة الأمنية والعسكرية والاقتصادية وعلى المستوى التسليحي والتقني، إذ تجاوزت كل منظومات دفاع العدو المتطورة بجميع طبقاتها، بما فيها منظومة «ثاد» الأمريكية الأكثر تطوراً على مستوى العالم، حيث فشلت كلها في اعتراض الصواريخ والمسيّرات اليمنية، بشواهد الأحداث وباعتراف العدو نفسه بتطورها التقني وفاعليتها.
كيان العدو بكل مجتمعه المحتل، في أغلب المدن والبلدات التي يحتلها على طول وعرض فلسطين المحتلة، عاش بفعل الصواريخ والمسيّرات اليمنية، حالة غير مسبوقة من انعدام الأمن واستتباب الحياة اليومية. كما عاش حالة من تزايد وتفاقم الشلل الاقتصادي والمعيشي، وما هي إلا فترة قصيرة من بدء تصعيد العمليات العسكرية اليمنية حتى شكلت عامل ضغط قوي في مسار إرغام كيان العدو «الإسرائيلي» ومن ورائه الأمريكي على الذهاب بجد نحو إبرام صفقة لتبادل الأسرى تفضي في النتيجة إلى وقف العدوان وفك الحصار عن قطاع غزة.
العمليات اليمنية النوعية والمتصاعدة جعلت كيان العدو ومن خلفه الأمريكي أمام جبهة يمنية عصية وصعبة لا يمكن ردعها أو إضعافها أو كسر إرادتها، وغدت تمثل خطراً حقيقياً ومباشراً على كيان العدو وفي كل اتجاه، وهذه حقيقة اعترف بها «الإسرائيلي» والأمريكي، الأمر الذي جعل أصوات عدد من صناع القرار السياسي والعسكري والأمني الأمريكي و»الإسرائيلي» وأصوات عدد من خبرائهم تؤكد أن الجبهة اليمنية لا يمكن ردعها، وأن عملياتها في طريقها للتصعيد والتأثير والفاعلية أكثر وأكثر، على مستوى تطوير الوسائل والأسلحة والتكتيك وعلى مستوى التأثير الشامل على الكيان.
الأصوات الأمريكية - «الإسرائيلية» الوازنة لم تقتصر على الإقرار بقوة وتأثير عمليات وضربات جبهة الإسناد اليمنية على العدو، بل ودعت إلى ضرورة المسارعة إلى إبرام اتفاق مع المقاومة الفلسطينية في غزة بقيادة حماس يفضي إلى تبادل الأسرى ووقف الحرب وفك الحصار على غزة مشددة، على أن ذلك فقط وذلك فقط هو ما سيوقف خطر العمليات اليمنية الصاروخية والمسيّرة البحرية والبرية المتعاظمة يوماً بعد يوم ومرحلة بعد مرحلة.
وعلى وقع استمرار وتعاظم عمليات وضربات اليمن العسكرية التي أصبحت شبه يومية، وصل كل من الأمريكي و»الإسرائيلي» الى قناعة بألا حل ولا مخرج ولا حصانة من عمليات الجبهة اليمنية العنيدة والصعبة والعصية إلا المسارعة إلى إبرام اتفاق مع المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس يفضي إلى وقف العدوان وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، وهذا هو ما تحقق في نهاية المطاف بقوة الله وبفعل جبهات الإسناد من محور المقاومة، وعلى رأسه حزب الله الأعظم إسناداً وتضحية، وقبل ذلك كان بفعل صمود وصبر وتضحيات الشعب الفلسطيني ومقاومته، جبهة الأمة المتقدمة في قطاع غزة أولا وصولا إلى العمليات اليمنية التصعيدية التي وفق الله اليمن قيادة وشعباً وقوة ضاربة للتمكن من تنفيذها بالشكل المؤثر والضاغط في مسار إيقاف العدوان وفك الحصار على أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة.
اليوم ها هو قرار وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عن أبنائها في طريقه للتنفيذ النهائي، حيث سيخرج العدو «الإسرائيلي» من قطاع غزة مهزوماً مثخناً بالخسائر والجراح. كما سيخرج الأمريكي، وأدواته من أنظمة وكيانات الخيانة والنفاق، ملطخين بعار الهزيمة والخسران الاستراتيجي التاريخي والمستمر.
وفي غدٍ قريب ستتكشف الحقائق كلها، ومنها التأكيد أن عمليات جبهة اليمن المساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته كانت عامل ضغط كبير أسهم بشكل أساسي بالدفع نحو التسريع بإنهاء العدوان والحصار على غزة، بل لا يبالغ من يذهب إلى القول حينها بأن إيقاف العدوان وفك الحصار عن قطاع غزة كان بقرار فرضته عمليات وضربات جبهة الإسناد اليمنية التصعيدية الأخيرة، ذلك لأنه «ومن يتولَّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون».
المصدر محمد فايع
زيارة جميع مقالات: محمد فايع