محمد فايع

إن لم تعِ قيادات بعض القوى التي بدت مكتفية بذاتها مصرة على المضي في مسارات وضمن أولويات تخصها، بل تحاول أن تعرض نفسها من جديد على الخارج، أن الرهان على أي مسار خارجي، وأن الاستقواء بالخارج هو الضعف نفسه، هو الضياع والخسران المبين، وأن الرهان فقط على التماسك الداخلي بين كل الشعب وبين كل مكوناته، وعلى عدم التفريط بسيادة واستقلالية وحرية اليمن دولة وشعباً وأرضاً، هو القوة وهو الفلاح، وهو الضمانة المستقبلية لليمن وشعبه وكل قواه..
إذا لم يكن موقف الجميع وحرصهم على وحدة المسار السياسي في مستوى الصمود والتضحية التي قدمها الشعب اليمني في مواجهة كل قوى الشر والإجرام في العالم، على مدى أكثر من عام، فتبادر كل القوى إلى الشراكة الحقيقية القائمة على مشاركة جميع القوى والأطياف اليمنية الوطنية المواجهة للعدوان على معياري الكفاءة والنزاهة، وصولاً إلى قفل كل الأبواب التدميرية والفتنوية التي يريد أن ينفذ منها العدوان بعد فشله على مدى أكثر من عام.. إذا لم تطلق كل قيادات بعض القوى في الداخل طلاقاً بائناً كل القوى الخارجية العدوانية وغيرها، وفي مقدمتها السعوإماراتية خليجية، والتي لم ولن تحمل ولم ولن تقدم ولم ترد لليمن وشعبه خيراً منذ نشأتها، وهذا في اعتقادي أهم نقطة والأهم باعتبارها رأس حربة المشروع الأمريكي الإسرائيلي الغربي التمزيقي والتدميري في اليمن والمنطقة..
إذا لم... فصدقوني أن من يركن على الخارج، ويراهن على دعم الخارج له بعد كل العبر والدروس القديمة والجديدة، فهو الخاسر لا محالة، وسيمكنهم من الاستفراد به بعد أن ينتهوا من استخدامه، كما فعلوا ويفعلون بمن ركن إليهم وراهن عليهم.
وما أجمل قول الشاعر وما أنسبه لوضعنا اليوم: (تأبى العصي إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت آحاداً).

أترك تعليقاً

التعليقات