مخاطر القرار (1701)
 

صريح صالح القاز

د. صريح صالح القاز / لا ميديا -
لماذا لا تتعاطى المقاومة اللبنانية مع تنفيذ القرار (1701) بشيء من اللامبالاة كما هو حال بعض القوى اللبنانية؟
لأن لدى المقاومة مخاوف واعتبارات تنطلق من النقاط الآتية:
• هناك أراضٍ لبنانية (تلال كفر شوبا ومزارع شبعا والجزء الشمالي من قرية الغجر) ما زالت محتلة.
• شعور نفسي لدى المقاومة مفاده: متى امتلكت «إسرائيل» المشروعية الوجودية حتى نتفاوض معها على أرضنا الحدودية؟! وإذا كان هناك من يستحق أن نتفاوض معه، فهو شعب فلسطين.
• القرار (1701) من أساسه لم يكن منصفاً، بل كان لمصلحة سلطة الاحتلال، فضلاً على أن سلطة الاحتلال قد جعلته «1701 بلس».
• كل ما يهم «إسرائيل»، التي تعاني من نقص المياه، هو السيطرة المرحلية على نهر الليطاني.
• ترى المقاومة أن موقف بعض القوى اللبنانية المتماهي إلى حد ما مع الطرح «الإسرائيلي» - الغربي بشأن تنفيذ القرار (1701) لا يخدم الأمن القومي والسيادة اللبنانية، بل يصب في المقام الأول في مصلحة «إسرائيل» كسلطة احتلال، بالإضافة إلى أن المقاومة تدرك أنها ستكون المتضرر الأكبر من تطبيقه وفق التصور «الإسرائيلي». لماذا؟
لأن منطقة جنوب الليطاني، التي تصر سلطة الاحتلال على انسحاب قوات المقاومة منها، هي أولاً أرض لبنانية وفي الوقت نفسه هي معقل الشيعة وتفوق مساحتها ضعف مساحة قطاع غزة، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 200 ألف، 75% منهم من الطائفة الشيعية، وهناك حوالى 9 مقاعد برلمانية تابعة لحزب الله من هذه المنطقة، وهذا ما يهدد المصالح الاستراتيجية للمقاومة.
• تعتقد المقاومة أن تساهل بعض القوى اللبنانية في مسألة تنفيذ هذا القرار ما كان له أن يحدث لولا أن المستهدف هو المقاومة، وعلى قول المثل: «مِن حق عمّك ما همّك»؛ لأن هذه القوى لا تتعامل معها كشريك سياسي، بل كخصم سياسي.
• تركز سلطة الاحتلال على مسألة نزع سلاح المقاومة، لأنها تعتقد أن الجيش اللبناني غير قادر على أن يكون المسيطر الأول في حدود وكل لبنان، وأضعف من أن يمنع تهديد المقاومة أو دخولها في مواجهات مستقبلية معها؛ فيما المقاومة بتقديرنا لن تقبل بأيٍّ كان ينزع منها سلاحها، لأنها -من منطلق عدة عوامل مرتبطة بالتركيبة السياسية والدينية اللبنانية- تعي أن الجيش اللبناني لن يكون قادراً على حماية جنوب وكل لبنان، لاسيما خلال المديين القريب والمتوسط، من أي عدوان «إسرائيلي»، ولا حتى حماية المقاومة نفسها فيما لو قبلت بالتخلي عن أسلحتها لمصلحته.

أترك تعليقاً

التعليقات