‏احتفاء نتنياهو بفوز ترامب
 

صريح صالح القاز

د. صريح صالح القاز / لا ميديا -
لماذا يحتفي نتنياهو بفوز دونالد ترامب بمنصب الرئاسة الأمريكية؟!‏
لأن نتنياهو حسب توقعاتنا يعتقد بأن‎:‎
‏- هناك تقارباً فكرياً شبه كامل بين اليمين الجمهوري المحافظ واليمين ‏الصهيوني المتطرف؛ فكلاهما يؤمن بنظرية القوة وينزع نحوها أكثر من ‏نظرية التفاوض‎.‎
‏- القوة الصهيونية المتشددة (الجمهوريين) ستتناغم تلقائياً مع سياسة اليمين ‏الصهيوني بشكل أفضل من القوة الصهيونية الناعمة (الديمقراطيين)‏‎.‎
- ‎ترامب سيأتي بطاقم إداري ودبلوماسي أمريكي جديد، وتحديداً في ‏المناصب الهامة، مثل وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي والدفاع، ‏سيكون أكثر انسجاماً مع اليمين الصهيوني مقارنة بطاقم بايدن‎.
‎- ترامب وطاقمه سيكونان أكثر تماهياً مع سياسة اليمين الصهيوني ‏وطموحاته الجيو استراتيجية، لاسيما‎ حرب الإبادة والاستيطان في فلسطين ‏ولبنان، ‎وأكثر قدرة على التعاطي مع خطة اليوم التالي فيهما وفق المزاج ‏الصهيوني، كمحاولة إسناد إدارة قطاع غزة ورئاسة لبنان إلى شخصيات ‏بمواصفات صهيو-غربية‎.‎
- ‎ترامب وإدارته سيدعمون أي تشريعات سبق أن مررها أو يسعى ‏لتمريرها اليمين الصهيوني في الكنيست، مثل قانون رفض قيام دولة ‏فلسطينية أو قانون تجنيد الحريديم أو قانون ترحيل عائلات الفدائيين ‏الفلسطينيين لمدة 20 عاماً وغيرها‎.‎
- ‎‎ترامب وإدارته لن يضغطوا على اليمين الصهيوني من خلال «الفيتو‏‏» في مجلس الأمن الدولي أو يحرضوا قيادات عسكرية وسياسية «إسرائيلية» ‏ضدهم كما فعل الرئيس بايدن وإدارته، خاصة مع غانتس وغالانت، ‏اللذين تم استدعاؤهما للتباحث بعيداً عن نتنياهو.
- أداء ترامب وإدارته سيكون أقوى وأنجع من إدارة بايدن في مسألة ‏التصدي وعرقلة الإجراءات والتدابير القضائية في محكمة العدل الدولية ‏ومحكمة الجنايات الدولية التي تعاقب نتنياهو، وتكبح مشروع اليمين ‏الصهيوني في فلسطين المحتلة‎.‎
- ‎‎ترامب سيسعى لاستكمال ما بدأه في ولايته السابقة حول «اتفاق إبراهام» ‏لتحقيق المشروع الذي يحلم به نتنياهو: «الشرق الأوسط الجديد»‏‎.‎
- ‎ترامب وإدارته سيكونون أكثر كرماً مع اليمين الصهيوني من حيث ‏الأسلحة والذخائر، وغض الطرف عن قضية حقوق الإنسان‎.‎
- ‎‎ترامب سيكون أكثر قسوة في التعامل مع إيران، سواء اقتصادياً من ‏خلال تشديد العقوبات (سياسة الضغط القصوى) أو عسكرياً من خلال ‏استهداف المفاعلات النووية‎.‎
- مدة ترامب الرئاسية ستكون مناسبة لنتنياهو، الذي من المقرر أن تنتهي ‏ولايته في العام 2026، مما يمكنه من استغلالها في تسوية وضعه ‏السياسي المستقبلي وتخليص نفسه من المحاكمة التي تنتظره على قضايا ‏الفساد السابقة أو فضيحة تسريب المعلومات الأخيرة وغيرها، من خلال ‏تعظيم شخصه وإنجازاته.
‎على الرغم مما توقعناه أعلاه، لا يجوز الغفلة عن قوله تعالى: «وَاللَّهُ ‏غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاس لَا يَعْلَمُونَ»، بالإضافة إلى أن دونالد ‏ترامب ‎متقلب المزاج‎، و‎يمتلك عقلية مادية تؤمن بجلب المال أكثر من إنفاقه‎، ولديه نفسية عنصرية تؤمن بشعار «أمريكا أولاً».‏

أترك تعليقاً

التعليقات